‏إظهار الرسائل ذات التسميات علوم فلك. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات علوم فلك. إظهار كافة الرسائل

الاثنين، 21 أكتوبر 2013

براهين قاطعة الارض لاتدور حول نفسها ولاحول الشمس

سلام عليكم اخواني معكم سفيان لهديم مدون مغربي شغوف اود ان انبه ماستروه وتسمعوه لاينبغي نضر اليه من ناية فردية بل من ناحية علمية بنسبتي لي لقد اقتنعة بسبب براهين علمية لاتي لايمكن غض نضرعنها او تكديبوها وايات قرانية من خلال 19 برهاناً علمياً من قوانين الطيران والفيزياء والميكانيك، بالإضافة إلى 11 آية قرآنية، يثبت الكابتن نادر جنيد (كابتن على الطائرات الأمريكية) أنَّ الأرض ثابتة لا تدور حول نفسها ولا حول الشمس بمدار إهليليجي، ويؤكِّد أنَّ الليل والنهار يتشكَّلان نتيجة دوران الشمس حول الأرض، وتتشكَّل الفصول الأربعة نتيجة حركة الشمس اللولبية بين مدار السرطان ومدار الجدي أثناء دوران الشمس حول الأرض، ليدحض النظرية الحالية التي يسير عليها العالم وتُبنى على أساسها العلوم،

الكابتن الطيار نادر جنيد:
¶ مواليد: سورية– حمص عام 1953.
¶ عام 1972 حصل على الشهادة الثانوية.
عام 1973 تطوَّع في الكلية الجوية.
¶ عام 1975 تخرَّج برتبة ملازم طيار، حصل على إجازة في علوم الطيران.
¶ 1976 نُقِل من الجيش السوري إلى مؤسسة الطيران كطيار مدني بمرسوم جمهوري.
¶ 1984 حصل على شهادة مرحل جوي من أمريكا.
¶ 1986 حصل على شهادة كابتن طيار على الطائرات الأمريكية من منظمة الطيران الأمريكي.

¶ 11 آية قرآنية
أما الآيات القرآنية التي استدلَّ بها الكابتن جنيد على صحة ما جاء، فهي:
الآية الأولى: (لا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ القَمَرَ وَلا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ) (يس 39).
الآية الثانية: (وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ والنَّهَارَ والشَّمْسَ والقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يُسْبَحُونَ) (الأنبياء33).
الآية الثالثة: (اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوى عَلَى العَرْشِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالقَمَرَ كُلٌّ يَّجْرِي لأِجَلٍ مُّسَمًّى يُّدَبِّرُ الأَمْرَ يُفَصِّلُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ بِلِقَاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ) (الرعد 2).
الآية الثالثة: (أَلَمْ تَرَّ أَنَّ اللَّهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَأَنَّ اللَّهَ ِبمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) (لقمان 29).
الآية الثالثة: (يُوْلِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لأَجَلٍ مُّسَمّى ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الملْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ) (فاطر13).
الآية الرابعة: (خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحَقِّ يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ والقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لأَجَلٍ مُّسَمَّى أَلاَ هُوَ العَزِيزُ الغَفَّارُ) (الزمر 5).
وحسب قواعد اللغة العربية، فإنَّ كلمة (كل) في قوله تعالى: (وكل في فلك يسبحون) تعود على الليل والنهار والشمس والقمر فقط, وليس على الأرض.
الآية الخامسة: لا بل ذكر الله عزَّ وجلَّ في القرآن الكريم أنَّ في الأرض رواسيَ لمنع تحرُّك الأرض، وهي المغنطيسية الأرضية، وليست الجبال، فقال الله عزَّ وجلَّ: (وَأَلْقَى فِي الأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهَارًا وَسُبُلاً لَّعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) (النحل 15).
الآية السادسة: (وَجَعَلْنَا فِي الأَرْضِ رَوَاسِي أَنْ تَمِيدَ بِهِمْ وجَعَلْنَا فِيها فِجَاجاً سُبُلا لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ) (الأنبياء 31)..
الآية السابعة: (خَلَقَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا وَأَلْقَى فِي الأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَبَثَّ فِيهَا منْ كُلِّ دَابَّةٍ وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ) ( لقمان 60).
الآية الثامنة: (وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ إِلاَّ مَنْ شَاءَ اللَّهُ وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ* وَتَرَى الجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَّهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ ِبمَا تَفْعَلُونَ) (النمل 87- 88 ).
الآية التاسعة: لقد فسَّر معظم علماء المسلمين في الآية (وَتَرَى الجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَّهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ) بشكل خاطئ؛ بأنَّ الأرض تدور حول نفسها، حيث إنهم لم ينتبهوا إلى الآية التي قبلها، والتي تشير إلى أنَّ حركة مرور الجبال ستحدث يوم القيامة وليس الآن.
لاتحرمونا بتعليقتكم وارااكم دمتم في رعايتي لله

الجمعة، 23 نوفمبر 2012

الإعجاز العلمي تفسير آيات القرآن في الكون

-->

سلام عليكم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه:
إن للعلوم الكونية ـــ كما هو الشأن تماماً في شقيقاتها من علوم الدين ـ دوراً فاعلاً ومؤثراً في خدمة كتاب الله تعالى وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم، والإسفار عن وجه جلالهما وجمالهما وبيان هديهما وشرائعهما كما أمر الله ورسوله صلوات الله وسلامه عليه.
ذلك أن العلم الصحيح في هذا الدين رديف الوحي في تثبيت الهدى، تحقيقاً لوعد الرب جل وعلا بجعل آياته في الآفاق والأنفس عاملاً من عوامل بيان الحق، وترسيــخ اليقين: (سَنــُرِيهِمْ ءَايَاتِنَا فِى الآفَاقِ وَفِى أَنفُسِهِمْ حَتــَّى يَتَبَـيَّنَ لَهُمْ أَنـَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبـِّكَ أَنـَّهُ عَلَى كُلِّ شَىْءٍ شَهِيدٌ) سورة فصلت: 53. وإن من أهم هذه العلوم الخادمة للكتاب والسنة: علم(الفـلك) أو علم (الهيئة) كما كان يسميه الأقدمون، مما هو معلوم مشهور في تراثنا العلمي الإسلامي الغابر.
الفـلك ومفهـــومه:

ويراد بعلم الفلك Astronomy ذلك العلم الذي
(يدرس الكون بما فيه من أجرام سماوية وظواهر كونية) (1) .
وهذا المصطلح يقصد به عند أسلافنا القدمـاء: الجانب العلمي المرتكز أساساً على
(الأرصـاد) و (الملاحظات) ؛ فهو إذن مشابه ـ بصفة قوية ظاهرة ـ علم الفلك في زماننا الحاضر. مع ملاحظة أن علم الفلك المعاصر أدق وأوضح من علم الهيئة القديم.
مــادة هـــذا العلم:
المادة الأساسية لعلم الفلك: هي هذه السماء وأجرامها المختلفة، وكذلك: الظواهر الكونية الأخرى. فهي إذن مادة علمية محضة تقوم في الأساس على:
(الأرصاد الفلكية) و (الملاحظات التي يلاحظها العلماء الفلكيون) إما بالعين المجردة، أو بمعاونة الأجهزة العلمية المعروفة. ولا يقف اهتمام علماء الفلك عند مجرد الرصد لهذه الأجسام بل يتعدى ذلك إلى محاولة الإجابة على أسئلة من مثل: مم تتكون النجوم؟ وكيف ينتج ضوؤها. ولذلك يعد معظم هؤلاء العلماء (فيزيائيين فلكيين) .
فــــروعه:
لقد تفرع عن هذا العلم الرئيس ـ في العصرالحاضر ـ حشد من الفروع العلمية المتخصصة تخصصاً دقيقاً في فرع أو نوع من فروع وأنواع هذا العلم. وذلك مثل:
1) علم الفيزياء الفلكية: Astrophysics وهو العلم المختص بدراسة الظواهر والصفات الفيزيائية لأجرام السماء.
2) علم القياسات الفلكية: Astrometry وهو مختص بقياسات مواقع النجوم والأجرام في قبة السماء.
3) علم الفلك الراديوي وهو مختص بدراسة
(الأمواج الراديوية) المنبعثة من الأجرام السماوية.
4) علم الفلك بالأشعة تحت الحمراء
5) علم الفلك بالأشعة فوق البنفسجيـة وبأشعة
(جـاما) وبالأشعة السينية
6) علم الكونيات Cosmology وهو مختص بدراسة والبحث في أصل الكون، وبنيته، وعناصره.
7) علم الكوسموجوني Cosmogony، وهو علم تاريخ الفلك ويشمل التصورات الفلكية عند الأمم ويمكن اعتباره علم الهيئة القديم.
وهذان العلمان الأخيران وإن كانا علمين مستقلين، إلا أنه يمكن إضافتهما إلى فروع علم الفلك لاشتراكهما مع علم الفلك في مادته التي هي السماء وأجرامها المختلفة كما سلف.
كما أن من الجدير التنبيه إليه أن معظم هذه الفروع العلمية التي تفرعت عن هذا العلم إنما انبثقت عنه خلال هذا القرن الذي نعيش أيامه، ولم تكن معروفة من قبل.
التنجيـــــم:
كثيراً ما يقترن بعلم الفلك ويصاحبه ويخالطه اصطلاح آخر هو
(التنجيم) Astrology .
وقد كان له عند الأقدمين من أسلافنا تسمية محددة مشهورة مذكورة، هي:
(علم الأحكام) أو (علم أحكام النجوم) أو (علم النجوم الأحكامي) .
والأول من هذه التسميات هو أكثرها وأشهرها استعمالا. ووصفه بالعلم Science خطأ محض، كما سيأتي بيانه قريبا.
والتنجيم ـ في لغة العرب ـ مشتق من النجوم والنظر فيها، ويعبر بالنجم عن
(الوقت المضروب) (2) . ومنه (المنجم) ، (المتنجم) و (النجام) وهو (من ينظر فيها ـ أي في النجوم ـ بحسب مواقيتها وسيرها في طلوعها وغروبها) (3) .
وقولهم:(نظر في النجوم: فكر في أمر ينظر كيف يدبره) (4) .
والتنجيم باعتباره مصطلحاً هو:(التطلع إلى معرفة الغيب من خلال النظر في النجوم) (5) .
ويعرفه صاحب(كشف الظنون) بأنه (الاستدلال بالتشكيلات الفلكية من أوضاعها وأوضاع الكواكب ـ القابلة، والمقارنة، والتسديس، والتربيع (6) ـ على الحوادث الواقعة في عالم الكون والفساد في أحوال الجو والمعادن والنباتات والحيوان) (7) .
وخلاصة ما يمكن قوله في هذا المقام أن كل ما يبحث فيه هذا(العلم) ؟! لا يعد في الحقيقة علماً Science بالمعنى الاصطلاحي المعروف للعلم، بل هو حديث خرافة، ولا صلة له بالعلم من قريب ولا بعيد. وهي أي: (الخرافة) ـ في لغة العرب ـ مشتقة من (الخَرَف) وهو: (فساد العقل من الكبر) (8) .
وتعريفها علميا:(اعتقاد أو فكرة لا تتفق مع الواقع الموضوعي بل تتعارض معه) (9) .
ولذا جاء رفض هذا الدين ـ كتاباً وسنة ـ لهذا الفرع من الفروع الناظرة إلى السماء بقصد الربط بينها وبين ما يحدث على الأرض من وقائع وأحداث.
فأوضح الكتاب العزيز في بيان محكم، وتبيين دقيق، وإيضاح جلي أن الغيب لا يعلمه إلا الله:(قُل لا يَعْلَمُ مَن فِى السَّمَوَاتِ وَالأرْضِ الْغَيْبَ إِلا اللَّهُ وَمَا يَشـْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ)(النمل: )65.(وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَوَاتِ وَالأرْضِ وَمَآ أَمْرُ السَّاعَةِ إِلا كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شىْءٍ قَدِير)ٌ( النحل: 77. ( وَعِنـْدَهُ مَفَاتِـحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُهَآ إِلا هُو)َ ( الأنعام: )59.
وأمر سبحانه نبيه صلوات الله وسلامه عليه أن يعلن على الملأ أنه لا يعلم الغيب: (قُل لا أمْلِكُ لِنَفْسِى نَفْعًا وَلا ضَرٌّا إِلا مَا شـَآءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنتُ أعْلَمُ الْغَيْبَ لاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الخيْرِ وَمَا مَسَّنِى السُّوءُ إِنْ أَنـَا إِلا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنــُونَ( الأعراف: 188.

وجاء في صحيح السنة الشريفة التحذير الشديد من التردي في وهدة الخرافة في بيان نبوي رفيع. فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:(من اقتبس شعبة من النجوم فقد اقتبس شعبة من السحر، زاد ما زاد) (10) .
وفي هذا تصريح بأن التنجيم من السحر ؛ والله تعالى يقول: (وَلا يُفْلِـحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أتَى) طه: 69.
وفي صحيح مسلم عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم أنه صلوات الله وسلامه عليه قال:(من أتى عرافاً فسأله عن شيء فصدقه بما يقول لم تقبل له صلاة أربعين يوما)(11)
وعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:(من أتى عرافاً أو كاهناً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم)(12) .
و(العراف) كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله: (اسم للكاهن والمنجم والرمّال ونحوهم كالحازر الذي يدعي علم الغيب أو يدعي الكشف.. والمنجم يدخــل في اسم العرّاف) (13) .
ويقول رحمه الله:(فقد تبين: تحريم الأخذ بأحكام النجوم علماً وعملاً من جهة الشرع، وقد بينا من جهة العقل أن ذلك أيضاً متعذر في الغالب لأن أسباب الحوادث وشروطها وموانعها لا تضبط بضبط حركة بعض الأمور، وإنما تتفق الإصابة في ذلك إذا كان بقية الأسباب موجودة، والموانع مرتفعة لا أن ذلك عن دليل مطرد لازماً أو غالبا)(14).
ويتحدث العلامة ابن خلدون عن أضرار هذه الصناعة في العمران الإنساني بما يمكن تلخيص مقاصده في النقاط التالية:
1 ـ(تبعث في عقائد العوام من الفساد إذا اتفق الصدق من أحكامها في بعض الأحايين اتفاقاً لا يرجع إلى تعليل ولا تحقيق، فيلهج بذلك من لا معرفة له ويظن اطراد الصدق في سائر أحكامها وليس كذلك، فيقع في رد الأشياء إلى غير خالقها.
2 ـ ثم ما ينشأ عنها كثيراً في الدول من توقع القواطع، وما يبعث عليه ذلك التوقع من تطاول الأعداء المتربصين بالدولة إلى الفتك والثورة وقد شاهدنا من ذلك كثيرا)(15).
فيتلخص من كل ما تقدم أن هذا(التنجيم ليس علماً ولا علاقة له بالعلم) أما سبب اقترانه بعلم الفلك فلأنهما مشتركان في المادة الأساسية لكل منهما وهي هذه السماء بأجرامها وظواهرها الكونية المختلفة.
مظاهر العناية الإسلامية بعلم الفلك وبواعثه:
أما علم الفلك، فقد حظي بعناية أهل الإسلام منذ عهد بعيد ؛ ولا غرابة في ذلك ؛ إذا علم أن القرآن الحكيم أورد جملة وافرة وعدداً كبيراً من الآيات المتعلقة بالكون والفلك. وإن كان المقصود الأساس منها هو: الهداية للتي هي أقوم.
وتتجلى مظاهر العناية القرآنية بالفلك في الأمور التالية:
1 ـ التأكيد على(السماء) و (الكون) بما يفوق التركيز على (الإنسان) ، فمن ذلك قوله سبحانه: (أأنْتـُمْ أَشـَدُّ خَلْقًا أمِ السَّمَآءُ بَنَاهَا*رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا*وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا) النازعات 27 ـ 29. وقوله عز اسمه:(لَخـَلْقُ السَّمَوَاتِ وَالأرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النــَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النــَّاسِ لا يَعْلَمُونَ)غافر: 57 والآي
2 ـ ورود(مفردات فلكية) كثيرة في القرآن.فلفظ(السماء)و(السموات) ورد في القرآن 310 مرة. ولفظ(الشمس)33 مرة. ولفظ(القمر)(النجم)27 مرة. ولفظ ،(النجوم) 13 مرة.
3 ـ تسمية بعض سور القرآن بـ(أسماء فلكية)و(ظواهر كونية) من مثل:(القمر، النجم، الشمس، المعارج، التكوير، الانفطار، البروج، الانشقاق..).
4 ـ ورود تلك الآيات الداعية إلى النظر في السماء والتفكر في بنائها المحكم، ومحتوياتها المذهلة، وإلى النظر والتفكر أيضاً في الظواهر الكونية المختلفة ؛ مثل قوله عز شأنه: (أوَلَمْ يَنظُرُواْ فِى مَلــَكُوتِ السَّمَوَاتِ وَالأرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِن شَىْءٍ وَأَنْ عَسَى أن يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلــُهُمْ) الأعراف: 185.(أَفَلَمْ يَنـْظــُرُوآ إِلَى السَّمَآءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنـَيْـنَاهَا وَزَيَّنــَّاهَا وَمَا لَهَا مِن فُرُوجٍ) سورة ق: 6، (إِنَّ فِى خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأرْضِ وَاخْتِلافِ اللــَّيْلِ وَالنــَّهَارِ لآيَاتٍ لأوْلِى الألْبَابِ*الـَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللــَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنــُوبِهِمْ وَيَتَفَـكَّرُونَ فِى خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأرْضِ رَبـَّـنـَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النــَّارِ) آل عمران: 190، 191، (أَفَلا يَنـْظُرُونَ إِلَى الإبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ * وَإِلَى السَّمَآءِ كَيْفَ رُفِعَتْ) الغاشية: 17، 18، (هُوَ الـَّـذِى جَعَلَ الشـَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُواْ عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَلِكَ إِلا بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ) يونس: )
6. والآيات في هذا المعنى كثيرة جداً لا يمكن حصرها في مثل هذا المقال الوجيز.
ولا ريب أنه كان لهذه الآيات أبلغ الآثار في نفوس الفلكيين المسلمين، فأقبلوا عليها دارسين وباحثين في دقائقها، غواصين في بحار معانيها، ملتقطين عجائب لآلئها، موجهين الأنظار إلى ما حوته من إعجاز علمي بين.
ولهذا لم يكن عجباً أن يعد كثير من العلماء والباحثين(16)
بحق علم الفلك كله تفسيراً لهذه الآيات القرآنية الكونية وبياناً لما تضمنته من إعجاز علمي شهدت ولا تزال تشهد به الحقائق العلمية التي أذهلت العالم ! الهوامش:
1) انظر(الموسوعة العربية العالمية) 17/482، المعجم العلمي المصور، ص 31، وعد في هذا المعجم أقدم العلوم.
2) الجوهري:(الصحاح) 5/2039.
3) الزبيدي:(تاج العروس شرح القاموس) 9/72، أيضاً ابن منظور: (لسان العرب) 12/570.
4) ابن منظور:(لسان العرب) 12/570، 571.
5) د. عبد الأمير المؤمن:(مكانة الفلك والتنجيم) ص 49.
6 هذه مصطلحات يعبر بها عن مواقع النجوم التي تحدث وفق خمس تشكيلات رئيسة هي الاقتران أو المقارنة ويسمى الاجتماع إذا كان خاصاً بالشمس بالنسبة إلى القمر.
(والأنظار والاتصالات الأربعة هي: الاستقبال: إذا كان الكوكبان متقابلين على استقامة واحدة. التسديس: إذا كان بينهما ستون درجة من الطول. التربيع إذا كان بينهما تسعون درجة من الطول. التثليث: إذا كان بينهما مائة وعشرون درجة من درجات الطول) . د. عبد الأمير المؤمن: (مكانة الفلك والتنجيم) ص 25.
7 حاجي خليفة:(كشف الظنون) 1/22.
8) الزبيدي:(تاج العروس) 6/83.
9 د. عبد الأمير المؤمن(مكانة الفلك) ص 285.
10) أخرجه أحمد في مسنده(1/227) وأبو داود في سننه (3905) وابن ماجه (3726) بإسناد صحيح.
11) أخرجه مسلم(5821) .
12) أخرجه أبو داود(3904) والترمذي (135) والنسائي (9017) وابن ماجه (639) والحاكم (1/8) بإسناد صحيح.
13) مجموع الفتاوى 25/200.
14) مجموع الفتاوى 25/200.
15) ابن خلدون:(المقدمة) 1/1220، 1221.
16) من الأقدمين الفخر الرازي في تفسيره مفاتيح الغيب 4/180، ومن المعاصرين د. عبد الأمير المؤمن في كتابه(مكانة الفلك والتنجيم) ص 283.
أهم المصادر والمراجع:
1 ـ(الموسوعة العربية العالمية) ، مؤسسة أعمال الموسوعة. الطبعة الثانية 1419هـ/1992م.
2 ـ(في سبيل موسوعة علمية) . د. أحمــد زكي، بيروت: دار الشروق. الطبعة الثالثة 1402هـ ــ 1982م.
3 ــ(المعجم العلمي المصور) ، قسم النشر بالجامعة الأمريكية بالقاهرة ــ بإشراف دائرة المعارف البريطانية، القاهرة: دار المعارف.
4 ـ ابن منظور، أبو الفضل جمال الدين محمد بن مكرم،(لسان العرب) ، بيروت: دار صادر.
5 ـ الجوهري، إسماعيل بن حماد،(الصحاح) ، تحقيق: أحمد عبد الغفور عطار.بيروت: دار العلم للملايين.
6 ـ الفيروزآبادي، محب الدين أبو فيض السيد محمد مرتضى،(تاج العروس شرح القاموس) ، بيروت: دار الفكر، مصورة عن طبعة بولاق.
7 ـ ابن تيمية، تقي الدين أحمد بن عبد الحليم(الفتاوى) ، الرياض: دار عالم الكتب 1412هـ.
8 ـ ابن خلدون، عبد الرحمن بن محمد،(مقدمة العبر وديوان المبتدأ والخبر) تحقيق: د. علي عبد الواحد وافي. القاهرة: دار نهضة مصر.
9 ـ ابن ماجه، أبو عبد الله محمد بن يزيد(السنن) ، الرياض: دار السلام، الطبعة الأولى.
10 ـ الترمذي، أبو عيسى محمد بن عيسى،(الجامع المختصر من السنن) ، الرياض: دار السلام، الطبعة: الأولى.
11 ـ ابن حنبل، أبو عبد الله أحمد بن محمد(المسند) ، بيروت: المكتب الإسلامي.
12 ـ خليفة،(كشف الظنون عن أسامي الفنون) ، بيروت: دار الكتب العلمية.
13 ـ الحاكم، أبو عبد الله،(المستدرك على الصحيحين) ، بيروت: دار المعرفة، مصورة عن طبعة حيدر آباد الدكن.
14 ـ السجستاني، أبو داود سليمان بن الأشعث(السنن) ، الرياض: دار السلام. الطبعة الأولى.
15 ـ الرازي، فخر الدين،(التفسير الكبير) ، بيروت: دار إحياء التراث العربي.
16 ـ المؤمن، عبد الأمير،(مكانة الفلك والتنجيم في تراثنا العلمي) ، دبي. دار القلم، الطبعة: الأولى 1418هـ/ 1997م.
17 ـ النسائي، أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب، السنن الكبرى، الرياض: دار السلام، الطبعة: الأولى.
18 ـ النيسابوري، أبو الحسين مسلم بن الحجاج، المسند الصحيح، الرياض: دار السلام، الطبعة الأولى

الأربعاء، 10 أكتوبر 2012

رحلة في الكون الدقيق.. الذرة

عندما نقول كون الذرات، فنحن نعني ما نقول، فكما أن المسافات والأحجام التي تواجهنا في الكون الفلكي شاسعة في الكبر، بحيث قد يصعب على العقل تصورها، وكلما توسعنا في السفر فيه وجدنا ما هو أبعد وأكبر، فكذلك الذرة كلما غصنا في عالمها واكتشفنا أحد أجزائها الصغيرة، فتح لنا بابا إلى ما هو أصغر وأغرب، حتى وصل العلماء إلى ما يصعب تصوره بالعقل البشري، ولا يزال البحث مستمرا وسيبقى. إن اسم الذرة بالإنجليزية "Atom" مشتق من اللغة الإغريقية، ومعناه "الذي لا ينقسم"، حيث كان الاعتقاد السائد في الماضي أن الذرة أصغر جزء قابل للانقسام في المادة، وقد بقي هذا الاعتقاد سائدا حتى أواخر القرن التاسع عشر، عندما اكتشف العلماء أن الذرة ليست مصمتة، وأنها تتألف من نواة في مركزها تدور حولها أجسام أخرى في مدارات تشبه إلى حد بعيد مدارات الكواكب حول الشمس، سموها "إلكترونات"، وأن لها شحنة كهربائية سالبة، واكتشفوا أن النواة فيها نوعين من الجسيمات: نوع شحنته موجبة، سموه بروتونات، وهو ما يعلل انجذاب الإلكترونات السالبة إلى النواة ودورانها حولها، والنوع الآخر من جسيمات النواة لا شحنة له، سموه نيترونات. ثم تساءل العلماء عن السبب الذي يجعل البروتونات الموجبة تتماسك في نواة الذرة، مع أنها ينبغي أن تتنافر حسب قوانين الفيزياء لأنها من شحنة متماثلة، وبقي الأمر لغزا إلى أن فسر عالم ياباني اسمه "يوكاوا" هذا الأمر بنظرية، تم إثباتها مخبريا فيما بعد، فنال عليها جائزة نوبل. وخلاصة نظرية "يوكاوا" أن شحنة البروتونات والنيترونات تتغير باستمرار، إذ يقوم كل بروتون بإطلاق جسيم أطلقوا عليه اسم "بايون" على النيوترون المجاور، فيفقد شحنته الموجبة ويتحول إلى نيوترون، بينما يكتسب النيوترون شحنة موجبة ويتحول إلى بروتون، ثم تعاد العملية بشكل معاكس، فيتبادلان الشحنات مرة أخرى، وهذه العملية مستمرة لا تتوقف، وتتم بسرعة هائلة، في جزء من مليارات من الثانية، وتؤدي إلى أن تبقى النواة متماسكة رغم تنافر شحناتها. " لكي ندرك حجم الذرة، التي تزدحم بهذه الجسيمات والأجزاء التي تختلف في أحجامها وكتلها وشحناتها، يكفي أن نعرف أنه لو قمنا بصف مليون ذرة في طابور مستقيم، لكان طول الطابور ميلمترا واحدا " جسيمات الذرة ثم تتالت الاكتشافات بعد ذلك، وراح العلماء يكتشفون كل يوم جسيمات جديدة، وإذا بنواة الذرة عالم كبير، رغم صغره الشديد. اكتشفوا فيه حتى الآن ما يقارب 200 جسيم، واكتشفوا في الذرة الدقيقة من العجائب ما لا يقل عن اكتشافاتهم في الكون الفسيح، بل وجدوا أن اكتشاف أسرار الذرة هو الطريق إلى اكتشاف الكثير من أسرار الكون. ولكي ندرك حجم الذرة، التي تزدحم بهذه الجسيمات والأجزاء التي تختلف في أحجامها وكتلها وشحناتها، يكفي أن نعرف أنه لو قمنا بصف مليون ذرة في طابور مستقيم، لكان طول الطابور ميلمترا واحدا. أمر عجيب؟ مهلا، ما زلنا في البداية، فإن الأعجب منه أن هذا الحجم كله معظمه فراغ، ذلك أن حجم النواة لا يساوي أكثر من جزء من مائة ألف جزء من حجم الذرة، أي بعد أن نقسم المليمتر إلى مليون جزء، نقسم الناتج إلى مائة ألف جزء، لنحصل على حجم النواة!! وباقي حجم الذرة يشغله الفراغ الموجود بين الإلكترونات والنواة، وحتى ندرك الفراغ، لنتخيل أننا كبرنا النواة لتصبح في حجم كرة التنس فإن بعد الإلكترونات عنها سيكون أكثر من ألفين وثلاثمائة متر!! فإذا كانت النواة بهذا الحجم الصغير الذي لا يكاد يتصوره العقل، فما بالكم بحجم الجسيمات التي تكونها؟ لا أعني البروتونات والنيوترونات فقط، بل الجسيمات التي تسمى ما دون الذرية، والتي يتكون منها البروتونات والنيترونات، وأحدها جسيم البايون المذكور آنفًا. ثم تساءل العلماء: لماذا تتميز مكونات الذرة بكتل مختلفة؟ مع أن بعضها له أحجام متساوية؟ بقي هذا السؤال لغزا كبيرا، حتى عام 1964، أي منذ نحو خمسين سنة، حين وضع عالم اسمه بيتر هيغز نظرية للإجابة عن هذا السؤال، ولم تثبت نظريته إلا في هذا العام 2012 بعد أن أنشأ العلماء أكبر مختبر في التاريخ، استغرق إنشاؤه أكثر من عشر سنوات، وكلف أكثر من عشرة مليارات دولار، وكان أن اكتشفوا جسيما جديدا من مكونات الذرة ظلوا يبحثون عنه عشرات السنين، فحل لهم لغزًا قديما، وفتح لهم ألغازا جديدة. ما هي هذه النظرية؟ وما هي قصة هذا المختبر الهائل؟ وما هي علاقة أسرار الذرة بأسرار الكون؟ هذا ما سنجيب عنه قراءنا الكرام إن شاء الله في الجزء الثالث من هذه السلسلة، فانتظرونا. ________________ * كاتب وباحث ومترجم سوري في تقنية المعلومات

الثلاثاء، 14 أغسطس 2012

النظام الشمسي

النظام الشمسي الداخلي

رسم يُبين كل الأجرام المعروفة في النظام الشمسي الداخلي، إضافة إلى مدار المشتري وكويكباته.
تتميز الكواكب الداخلية بأنها جميعاً كواكب صخرية (أي أنها تتألف بشكل رئيسي من السيليكات والمعادن)، حتى القسم الداخلي من حزام الكويكبات يتألف من المواد الصخرية. وتتميز أيضاً بأنها جميعاً قريبة من الشمس ومن بعضها بعضاً مقارنة بالكواكب الخارجية، فنصف قطر النظام الشمسي الداخلي بأكمله هو أقل من المسافة بين كوكبي المشتريوزحل. كما أنه - وأيضاً بالمقارنة مع الكواكب الخارجية - فالكواكب الداخلية قليلة الأقمار عموماً (فلا توجد في النظام الشمسي الداخلي سوى ثلاثة أقمار: واحد للأرض واثنان للمريخ)، وهي جميعاً لا تملك أية أنظمة حلقات على عكس الخارجية. ثلاثة من هذه الكواكب تملك أغلفة جوية ذات أهمية، وهي الزهرة والأرض والمريخ.[60][61]
عطارد:
عطارد هو أقرب الكواكب إلى الشمس، وهو أيضاً أصغرها حيث يَبلغ قطره خمسي قطر الأرض (أصغر من الأرض بحوالي 60% وأكبر من القمر بحوالي 30%). عطارد والزهرة هما الكوكبان الوحيدان اللذان لا يَملكان أي أقمار. ربما يُشبه هذا الكوكب القمر من عدة نواحٍ، فكلاهما لا يَملك أي غلاف جوي تقريباً، وسطحاهما قديمان جداً وكثيرا الفوهات، وكلاهما لا يَملكان صفائح تكتونية على ما يَبدو. كما أن عطارد يُظهر أطواراً كالقمر أثناء دورانه حول الشمس (كما يَبدو للراصد من الأرض)، وذلك نتيجة لأنه يَقع داخل مدار الأرض.[62] عطارد هو كوكب خامل جيولوجياً في الوقت الحاضر، والآثار الجولوجية الوحيدة عليه هي بعض آثار البراكين التي تدفقت على سطحه قليلاً في أيامه الأولى، أما عدا عن ذلك فلا يُوجد عليه شيء. كما أنه لا يَملك غلافاً جوياً تقريباً، مما يَعني أنه خامل طقسياً أيضاً. لكن من المثير للاهتمام في عطارد العثور على دليل على وجودجليد قرب قطبه، وهذا بالرغم من حرارته الشديدة، لكن الجليد يَقبع في قعر الفوهات العميقة التي لا يَصل إليها ضوء الشمس أبداً.[63] بسبب قرب عطارد من الشمس ووهجه القوي فإنه على الأغلب ما تكون رؤيته صعبة من الأرض بدون مقارب، لكن في أوقات محددة من السنة يُمكن أن يُرى قريباً من الأفق بعد الغروب أو قبل الشروق مباشرة، وحينها يُمكن رؤيته بالعين لكن بصعوبة.[64]
صورة لكوكب الزهرة.
الزهرة:
الزهرة هو ثاني أقرب الكواكب إلى الشمس بعد عطارد، وهو كثيراً ما يُسمى بـ"توأم الأرض" لأن الكوكبين متشابهان جداً في الحجم والكتلة، كما أنه أقرب الكواكب إلينا. الزهرة - كما يُرى من الأرض - هو أسطع جرم في السماء بعد الشمس والقمر، أي أنه ألمع من جميع النجوم والكواكب الأخرى. يُظهر الزهرة - كما يَبدو للراصد من الأرض - أطواراً كالقمر أثناء دورانه حول الشمس، وهو يَبدو كذلك نتيجة لأن مداره يَقع داخل مدار الأرض. الزهرة - على عكس جميع الكواكب الأخرى - يَدور حول نفسه من الشرق إلى الغرب، أي أن الشمس عليه تشرق من الغرب.[65] لا يَملك الزهرة أية أقمار، مثله في ذلك مثل عطارد. هناك طبقة سميكة من السحب في جوه، تسبب ظاهرة البيت الزجاجي بشكل قوي، مما يَجعله ساخناً جداً،[66] حيث تتجاوز درجة حرارته السطحية 400ْ مئوية، وبهذا يُصبح أسخن الكواكب في كافة النظام الشمسي، وهو أسخن حتى من عطارد الذي يَقع أقرب إلى الشمس.[67]
الأرض:
الأرض هي ثالث الكواكب بعدا الشمس، وأكبر الكواكب الداخلية حجماً، حيث يتجاوز قطرها الزهرة ببضعة مئات من الكيلومترات.[68] الأرض هي الكوكب الوحيد المعروف في الكون حتى الآن الذي توجد عليه حياة، وذلك لأنها تقع على بُعد مناسب من الشمس ولأنه يُوجد عليها الماءالضروري لوجود الحياة، وهو يُغطي معظم سطحها. تملك الأرض قمراً واحداً فقط، وهو ما نُطلق عليه عادة القمر فقط بما أنه قمرنا الوحيد، وقطره يَبلغ ربع قطرها.[69]تملك الأرض غلافاً جوياً جيداً، توجد فيه سحب ورياح وبرق إضافة إلى بعض الظواهر الجوية الأخرى. كما أن الأرض تتميز بين الكواكب الصخرية بامتلاكها لغلاف مغناطيسي يَحمي غلافها الجوي من جسيمات الرياح الشمسية.[70] توجد مظاهر جيولوجيّة مختلفة على سطح الأرض، وهي بشكل رئيسي الحمم البركانية وحركةالصفائح التكتونية والتعرية (عن طريق الرياح والماء والجليد إلخ..) والاصطدامات المولدة للفوهات (عن طريق أجرام النظام الشمسي الصغيرة)، والأرض نشطة جيولوجياً بشكل كبير في الوقت الحاضر (على عكس الكواكب الأخرى).[71]
المريخ:
المريخ هو رابع أبعد الكواكب عن الشمس، وجار الأرض المشهور بكونه الكوكب الحي الآخر. يَظهر المريخ في سماء الأرض كقرص برتقالي-مُحمَر لامع. توجد دلائل قوية على أن الماء كان يتدفق في يوم ما على سطح المريخ، بما في ذلك آثار الخنادق والقنوات والأودية التي يُعتقد أنه قد حفرتها المياه. كما أنه قد عثر على دليل في أحدالنيازك التي وصلت إلى الأرض من المريخ على وجود حياة عليه، لكن ما زال الجدل قائماً بشأن مدى صحة هذا الدليل. وأيضاً هناك العديد من الآثار لنشاطات بركانية في الماضي على سطح الكوكب، إضافة إلى العديد من الفوهات الاصطدامية الضخمة. ومع أن غلافه الجوي قليل الكثافة مقارنة بالأرض، إلى أنه كاف للسماح بتكونالسحب والرياح إضافة إلى العواصف الرملية على السطح.[72] يَملك المريخ أيضاً قطبين متجمدين تماماً كقطبي الأرض، وتتغير مساحتهما مع مرور الفصول (الموجودة أيضاً على ذلك الكوكب). هذا الشبه كله بالأرض هو ما يَدعو العديدين للاعتقاد بوجود حياة على هذا الكوكب بشكل خاص، وللترويج إليه كثيراً على أنه كوكب المخلوقات الفضائية. يَملك المريخ قمرين (فوبوس وديموس)، مع أنهما لا يُشبهان قمر الأرض أبداً، فهما أصغر بكثير منه وأشكالهما غير منتظمة.[73]
صورة حقيقية لأكبر الكويكبات:سيريس، التقطها تلسكوب هبل الفضائي.
حزام الكويكبات:
حزام الكويكبات هو منطقة النظام الشمسي التي تقع بين كوكبي المريخ والمشتري، وهي تتشكل من آلاف الكويكبات متنوعة الأحجام، حيث يَتراوحون في القطر مما يُقارب ألف كيلومتر إلى حجم ذرات الغبار. نصف كتلة الحزام تقريباً تتألف من سيريسوفيستا وبالاس وحدهم، وأولهم هو أكبر الكويكبات والكوكب القزم الوحيد في الحزام حيث تبلغ كتلته ربع إجمالي كتلة المنطقة.[74]يُقدر إجمالي عدد الكويكبات في الحزام التي تملك قطراً أعلى من كيلومتر واحد بسبعمائة وخمسون ألف، وهناك ملايين الأجسام الصغر من ذلك.
ليس من المُثبت بعد كيف تكون حزام الكويكبات، لكن يُعتقد أنه بقايا من قرص كوكبي أولي لكوكب ما لم يُتم تكونه (ربما بسبب جاذبية المشتري).[61] وقد أرسلت القليل من المركبات لاستكشاف هذه المنطقة، والمعلومات عنها ليست كثيرة بعد، لكن معظم المعلومات عنها تأتي من النيازك التي سقطت على سطح الأرض والتي قد تكونت ضمن الحزام.[74] ويُعتبر هذا الحزام هو الفاصل ما بين القسمين الداخلي والخارجي من النظام الشمسي.[60]

[عدل]النظام الشمسي الخارجي

صورة للكواكب الخارجية، يَظهر فيها من الأعلى إلى الأسفل: نبتون - أورانوس - زحل - المشتري (ملاحظة: مقاييس الأحجام غير واقعية).
النظام الشمسي الخارجي هو الجزء الذي يَقع خارج حزام الكويكبات من النظام الشمسي، مع أن بعض الفلكيين يَعتبرون أنه هو المنطقة الوراء نبتونية بينما الكواكب العملاقة هي النظام الشمسي الأوسط.[75]جميع كواكب هذه المنطقة من النظام الشمسي هم عمالقة غازية (المشتري - زحل - أورانوس - نبتون)، ويَتميزون بأنهم أكبر بكثير من الكواكب الداخلية، حيث يُشكلون 99% من الأجرام التي تدور حول الشمس. بالرغم من أن هذه الكواكب تتألف أساسياً من الغاز، إلا أنها تملك نوى صخرية تتكون من معادن ثقيلة سائلة. تتميز الكواكب الخارجية أيضاً بكثرة أقمارها، فالمشتري وحده يَملك أكثر من 60 قمراً. إضافة إلى ذلك، جميع هذه العمالقة تملك أنظمة حلقات، مع أنها رقيقة جداً وغير مرئية من الأرض عندهم جميعاً عدا زحل (وذلك على عكس الكواكب الداخلية التي لا يَملك أي منها حلقات ومجموع أقمارها هو 3 فقط).[76]
المشتري:
المشتري هو أكبر كواكب النظام الشمسي، وقطره يَبلغ 11 ضعف قطر الأرض وحوالي عُشر قطر الشمس. هذا الكوكب - كما يُرى من الأرض - ألمع من جميع النجوم وعادة ثاني ألمع الكواكب بعد الزهرة. المشتري هو عملاق غازي، أي أنه لا يَملك سطحاً صلباً، بل بدلاً من ذلك يتألف سطحه من سحب كثيفة حمراء وصفراء وبنية وبيضاء. السحب مقسمة ضمن مناطق مضيئة تسمى "الأنطقة" وأخرى مظلمة تسمى "الأحزمة"، تدور جميعها حول الكوكب بشكل مواز لخط الاستواء. وهو أسرع الكواكب بالدوران حول نفسه، فهو يُتم دورة كل 10 ساعات تقريباً.[77] توجد على المشتري العديد من الظواهر الجوية، مثل الرياح عالية السرعة والبرق والعواصف الكثيرة (وأشهرها هي البقعة الحمراء العظيمة). كما يَملك المشتري أقوى مجال مغناطيسي من بين كواكب النظام الشمسي، والذي تبلغ قوته 12 ضعف قوى مجال الأرض. هذا الكوكب هو الجرم الوحيد في الكون الذي شاهد البشر أجساماً أخرى تصطدم به، فقد اصطدم به مذنب شيومارك-ليفي 9عام 1994،[77][78][79] ثم كويكبان آخران اكتشفهما هاوي فلك في عامي 2009 و2010.[80]
زحل:
زحل هو عملاق غازي وثاني أكبر الكواكب في النظام الشمسي، بقطر يَبلغ 10 أضعاف قطر الأرض. يُشتهر زحل بالحلقات السبع الرقيقة التي تدور حوله، ومع أن جميع العمالقة الغازية الأخرى تملك حلقات أيضاً، إلى أن حلقات زحل هي الأكثر وضوحاً والوحيدة التي يُمكن رؤيتها من الأرض. يُمكن أن يُرى كوكب زحل من الأرض بالعين المجرّدة كنجم لامع، مع أن رؤية حلقاته تحتاج إلى مقراب.[81] يَملك زحل مجالاً مغناطيسياً قوياً، بالرغم من أنه أضعف بكثير من مجال المشتري. بالرغم من أنه لا توجد على زحل الكثير من الظواهر الجوية - مثل العواصف - على عكس ما نشاهده في المشتري، فقد تم رصد عدة بقع بيضاء غريبة عليه، كما أنه يَملك عدة أنطقة وأحزمة مثله،[82] وربما الأهم من كل ذلك رصد برق وعواصف رعدية على زحل أكثر من مرة، وقد استمرت بعضها لشهور.[83] بالإضافة إلى ذلك، يَملك زحل يَملك زحل 62 قمراً تتراوح في الحجم من قُميرات صغيرة قطرها تحت الكيلومتر إلى حجم تايتان[84][85] (أكبر الأقمار على الإطلاق).
أورانوس:
أورانوس هو عملاق غازي وسابع الكواكب بُعداً عن الشمس، وهو أبعد كوكب عنا يُمكن أن يُرى بدون مقراب.[86] قطره يَبلغ أكثر من 4 أضعاف قطر الأرض، وقد كان أول كوكب يُكتشف في العصور الحديثة (اكتشفه وليام هرشل في أواخر القرن الثامن عشر). يَملك أورانوس مجالاً مغناطيسياً قوياً، شكلَ بدوره حزاماً من الجسيمات المشحونة بين قطبي الكوكب. لدى أورانوس حلقات رقيقة حوله، لكن رؤيتها غير مُمكنة تقريباً من الأرض، كما أن لديه أكثر من 25 قمراً في مدار حوله.[87] يتألف جو هذا الكوكب من سحب زرقاء-خضراء، وربما يُوجد تحتها محيط من الماء السائل، وبالرغم من هذا فليس من المتوقع أن يَحوي هذا الكوكب أية حياة. لا توجد أي ظواهر جوية مُميزة في جو أورانوس، ولم يَتم رصد أي عواصف أو شيء كهذا عليه من قبل.[86]
البقعة المظلمة العظيمة على نبتون، وهي تشبه البقعة الحمراء العظيمة على المشتري.
نبتون:
نبتون هو عملاق غازي وأبعد الكواكب عن الشمس على الإطلاق، فبُعده عنها يَبلغ 30 ضعف بُعد الأرض، وهو أيضاً الكوكب الوحيد الذي لا يُمكن أن يُرى في أي وقت بدون مقراب. قطر نبتون يُعادل 4 أضعاف قطر الأرض، ويَملك 15 قمراً (أكبرها هو ترايتون)[88][89] والعديد من الحلقات الرقيقة حوله. قصة اكتشاف هذه الكوكب طويلة ومعقدة، ويَحتلف الفلكيون حول الشخص الذي يَستحق الشرف الحقيقي لاكتشافه، فقد تم الأمر عبر سلسلة طويلة من الحسابات والأرصاد قام بها أشخاص مختلفون على مدى سنوات عديدة. مجال نبتون المغناطيسي ليس قوياً، فقوته تُعادل قوة مجال الأرض تقريباً.[90] لا يَملك نبتون سطحاً صلباً، بل عوضاً عن ذلك يتألف سطحه من طبقة من السحب السميكة الزرقاء، توجد تحتها طبقة سائلة ثم نواة صخرية. الرياح على نبتون سريعة جداً (1,100 كم في الساعة)، كما أنه قد تم رصد بعض العواصف عليه سابقاً، أشهرها هي البقعة المظلمة العظيمة والتي تشبه بقعة المشتري.[89]
القناطير:
القناطير هي أجسام في النظام الشمسي تقع مداراتها بين مداري المشتري ونبتون، وتتأثر بقوة بالعمالقة الغازية. يَتمضن تعريف القناطير أنها ليست في رنين 1:1 مع أي من الكواكب الغازية، أي أنها لا تتضمن الطرواديات. وربما تكون أهم مُميزات هذه الأجرام أنها تُظهر صفات كلا المذنبات والكويكبات بشكل محير. سيَكون مصير معظم القناطير في المستقبل غير البعيد هو القذف خارج النظام الشمسي،وذلك بسبب تأثير العمالقة الغازية على مداراتها حول الشمس، مما سيَقودها في النهاية إلى أن تفلتَ من جاذبية الشمس، وستأسرها نجوم أخرى في الغالب في المستقبل البعيد.[91]

[عدل]المنطقة الوراء نبتونية

المنطقة الوراء نبتونية هو اسم يُطلق على منطقة النظام الشمسي التي تقع خارج مدار نبتون، وهي تتألف من ثلاثة مناطق رئيسية: حزام كايبر والقرص المبعثروسحابة أورط.[92] بشكل عام، تتألف هذه المنطقة من أجرام صغيرة. ويُعتقد أن السبب هو أن أجرام هذه المنطقة كانت في الأصل مادة لكوكب تاسع في النظام الشمسي، لكن نبتون أتم تكونه قبل هذا الكوكب، وسبب اضطراباً في مدارات الكواكب المصغرة مما منعها من اللاتحام مع بعضها.[93] وفضلاً عن هذا، تسبب نبتون بقذف بعض هذه الأجرام إلى أجزاء مختلفة من النظام الشمسي الخارجي، فأصبحت هي أجرام القرص المبعثر. في حين أن أجراماً أخرى انقذفت لمسافات هائلة حتى وصلت إلى حافة النظام الشمسي، مكونة ما يُسمى عادة بسحابة أورط (وهناك جزء صغير من هذه السحابة تكون من مذنبات أمسكتها الشمس من نجوم أخرى). أما ما بقي من أجرام ذاك الكوكب في موقع تكونه الأصلي فهو حزام كايبر، والذي حظيت بعض أجرامه بمدارات مستقرة أخيراً.[91]

[عدل]حزام كايبر

صورة توضح توزيع جميع الأجرام المعروفة في النظام الشمسي الخارجي والمنطقة الوراء نبتونية. وتظهر أجرام حزام كايبر باللون الأخضر، وأجرام القرص المبعثر بالبرتقالي.
حزام كايبر هو من منطقة من النظام الشمسي تقع خلف كوكب نبتون مباشرة، حتى أن مدارات بعض أجرام الحزامتتقاطع مع مدار نبتون.[94] يُشبه هذا الحزام إلى حد كبير حزام الكويكبات، إلا أن ذاك يتألف من المواد الصخرية والمعدنية بشكل أساسي، بينما تتألف معظم أجرام حزام كايبر بكاملها من مزيج من جليد كلا الماء والأمونيا إضافة إلى هايدروكربونات مختلفة مثل الميثان (وهي مشابهة للمذنبات في تركيبها). يَعتقد العلماء أن هناك أكثر من 70,000 جرم في حزام كايبر، مع أنه لم يُعثر إلا على القليل جداً منها حتى الآن.
بعض أجرام الحزام ضخمة قليلاً، وفي الحقيقة يُعتقد أن الكوكب القزم بلوتو هو أحد أكبرها. كما أن بلوتو هو أكبر أجرام الحزام المعروفة حتى الآن، بالرغم من أن هناك أجراماً أخرى تشابهه بالحجم مثل هاوميا وماكيماكي. ويَملك عدد من هذه الأجرام أقماراً حولها، بما في ذلك بلوتو وهاوميا وغيرهم.[95] يُعتقد أن حزام كايبر هو مصدرٌ لبعض المذنبات (خصوصاً وأن أجرامه تماثلها بالتركيب)، وبشكل خاص المذنبات الدورية، مع أن معظمها تأتي منسحابة أورت البعيدة.[96] لم تصل أي مركبة فضائية إلى الحزام حتى الآن، مع أن هناك مركبة تسمّى بـ"آفاق جديدة" في طريقها حالياً إليه، ويُتوقع أن تصل إلى بلوتو بحلول عام 2015.[97]
بلوتو:
بلوتو هو كوكب قزم يَدور حول الشمس ضمن حزام كايبر، حيث توجد العديد من الأجرام المشابهة له. وقد كان يُعتبر سابقاً "الكوكب التاسع"، قبل أن يُعادل تصنيفه على أنه كوكب قزم.[98] المعلومة عن بلوتو قليلة، لكن تم إثبات أنه يَملك غلافاً جوياً عن طريق دراسة عبوره أمام النجوم (حيث يَحجب الغاز جزءاً طفيفاً من ضوء النجم). وعن طريق دراسة تركيبه عرف الفلكيون أنه يَملك قشرة جليدية، ويُعتقد أن نواته صخرية. يَملك بلوتو بالمجمل ثلاثة أقمار، وهي شارون، وقمران صغيران اكتشفا عام 2005 هما هايدرا ونكس.[78]
منذ اكتشاف بلوتو عام 1930، كان يُعتبر على نطاق واسع الكوكب التاسع، وظل كذلك لما يُقارب 75 عاماً. لكن بالرغم من هذا، فبسبب حجمه الصغير ومداره غير المنتظم تساءل العديد من الفلكيين عما إذا كان يَجب أن يُصنف بلوتو ضمن مجموعة أخرى غير الكواكب. خاصة مع اكتشاف أجرام حزام كايبر العديدة التي تشبهه أكثر. وفي النهاية في عام 2006، قرر الاتحاد الفلكي الدولي تصنيف بلوتو ضمن مجموعة جديدة باسم "الكواكب القزمة".[97]

[عدل]القرص المبعثر

القرص المبعثر هو عبارة قرص غير منتظم من أجرام كانت في الماضي ضمن حزام كايبر، قبل أن تضطرب مداراتها بسبب جاذبية نبتون وتتبعثر عبر النظام الشمسي الخارجي. حالياً، بعض هذه الأجرام لم تعد متأثرة كثيراً بنبتون، لكن بالرغم من هذا فما زال يُؤثر بها على مدى بلايين السنين. وفي الواقع فإن عدد هذه الأجرام تناقص كثيراً، حيث أن تأثير نبتون عليها أدّى في النهاية إلى قذف الكثير منها خارج النظام الشمسي. أجرام القرص المبعثر مفصولة عن حزام كايبر، وتمتد مداراتها لمسافات ضخمة بعيداً الشمس، يُمكن أن تصل لأكثر من 500 ضعف بعد الأرض عنها.[91]
يُعد القرص المبعثر المصدر الرئيسي للمذنبات الدورية (قصيرة الدورة)، فيُعتقد أن تأثير نبتون على مدارات هذه الأجرام يَقود بعضها في النهاية إلى مدارات حضيضهايَقعُ في النظام الشمسي الداخلي.[91] وعندما تقترب إلى هذه الحد من الشمس تبدأ قشرتها الجليدية بالانصهار، مخلفة ذيلاً وراءها ومتحولة إلى مذنبات.
إريس:
إريس هو أكبر الكواكب القزمة والوحيد الواقع في القرص المُبعثر.[55] عند اكتشاف إريس تم تصنيفه في البداية على أنه "الكوكب العاشر"، لكن بسبب اكتشاف أجرام أخرى مشابهة له في المنطقة، فقد قرر الاتحاد الفلكي الدولي عام 2006 نقله إلى تصنيف جديد باسم "الكواكب القزمة" مع بلوتو وبضعة أجرام أخرى.[99] يَملك إريس قمراً واحداً على الأقل هو ديسنوميا، وهو قمر صغير بثمن حجمه. يَبلغ قطر إريس 2400 كم، مما يَجعله أكبر حتى من الكوكب القزم بلوتو. إريس بعيد جداً عن الشمس، ولذلك فإن دروانه حولها يأخذ مئات السنين، وفي أوجه تصل المسافة بينه وبينها إلى ما يُقارب 100 ضعف المسافة بينها وبين الأرض.[100]

[عدل]أبعد المناطق

[عدل]الحد الشمسي

توجه مركبتي فويَجر نحو الحد الشمسي، مغادرتين النظام الشمسي نحو الوسط البينجمي.
منطقة الحد أو التوقف الشمسي هي الحدود الخارجية لمجال الشمس المغناطيسي والمنطقة التي يَتوقف عندها تدفقالرياح الشمسية نتيجة لاصطدامها مع الرياح البينجمية. فالرياح الشمسية تتدفق دائماً من الشمس إلى الخارج بسرعة فوق صوتية مُشكلة فقاعة حول النظام الشمسي، تقع حدودها عند الحد الشمسي حيث يُوقف تدفق الرياح البينجمية تمدد الفقاعة.[101] بسبب حركة الشمس المستمرة في الفضاء، فيُعتقد أن جزءاً من الغلاف الشمسي يَمتد إلى وراءها مشكلاً ما هو أشبه بـ"الذيل"، ولذا فإن الحد الشمسي أبعد عنها في تلك المنطقة.[102]
عند منطقة "الصدمة النهائية" (المنطقة التي تسبق الحد الشمسي) يَبدأ التفاعل بين الرياح الشمسية والبينجمية، فتنخفض سرعتها إلى ما دون سرعة الصوت ويَتغير كثيراً اتجاه تدفقها وامتداد المجال المغناطيسي الشمسي (وقد تجاوزت مركبةفوياجر 1 هذه المنطقة منذ عام 2004). ومع أنا كلا مركبتي فوياجر عبرتا منطقة الصدمة النهائية - والتي تسبق الحد الشمسي مباشرة - منذ بضع سنوات، إلا أنه لم تصل أي مركبة حتى الآن إلى منطقة الحد الشمسي، والتي يُتوقع أن يَصلا إليها بعد ما يَتراوح من 10 إلى 20 سنة من عبورهما للصدمة النهائية. سيُتيح عبور المركبتين للحد الشمسي التعرّف أكثر على الوسط البينجمي ودراسة الجُسيمات والأمواج في تلك المنطقة وهي خارج تأثير الرياح الشمسية.[101]

[عدل]سحابة أورط

رسم تخيلي يُوضح البُنية العامة لسحابة أورط، ويُظهر أيضاً حزام كايبر ومدارات الكواكب كنقطة صغيرة في الوسط.
سحابة أورط هي سحابة افتراضية يُعتقد أنها تشكل مصدر المذنبات الرئيسي في النظام الشمسي. اقترح الفلكي الألمانيجان أورط عام 1950 وجود هذه السحابة الدائرية الضخمة على حافة النظام الشمسي، والتي أصبحت تعرف لاحقاً نسبة إليه باسم "سحابة أورط" نسبة إليه،[103] وقد اكتشف جان سحابة بدراسته لمدارات المذنبات التي تأتي من حافة النظام الشمسي. يُعتقد أن هذه السحابة هي بقايا من القرص الكوكبي الأولي الذي تكون حول الشمس قبل 4.6 مليارات سنة، حيث انحرفت مدارات أجرام القرص تحت تأثير جاذبية الكواكب حتى قذفت إلى هذه المنطقة. تعتبر الحافة الخارجية لهذه السحابة - والتي تقع على بُعد سنة ضوئية واحدة تقريباً من الشمس[91][104][105] - الحدود الخارجية للنظام الشمسي، حيث يَنتهي التأثير الجذبي والفيزيائي للشمس على الوسط البينجمي حولها. يُعتقد أن سحابة أورط تحتوي ما يَتراوح من 0.1 إلى ترليوني جسم جليدي في مدارات حول الشمس.
من وقت إلى آخر، يُسبب العبور قرب سحابة جزيئية عملاقة أو نجم قريب أو تفاعل مع غبار درب التبانة بحرف مدار أحد هذه الأجرام حتى يَقودَهُ إلى النظام الشمسي الداخلي، ويَتحول بهذا إلى ما يُسمى "مذنباً طويل الدورة". هذه المذنبات تملك مدارات ضخمة وشاذة جداً ولا ترصد عادة إلا مرة واحدة من قِبل البشر بسبب مدة دورانها الطويلة للغاية.[106]وبهذا فإن هذه السحابة هي المصدر الرئيسي للمذنبات في النظام الشمسي (بالرغم من أن القليل منها تأتي من حزام كايبر)، وهي في الواقع تتألف من نفس مادة المذنبات.
مع أن هذه السحابة لم ترصد مباشرة قط قبل الآن، فإن وجودها مقبول على نطاق واسع في المجتمع العلمي. وبسبب أنها أبعد بكثير من حزام كايبر، فهي لم تستكشف أبداً من قبل. وفي الحقيقة، لا توجد فرصة للعلماء لاستكشافها عن قرب وإثبات وجودها في المستقبل القريب. بما أنه لم يَتم إلا قبل بضع سنوات إطلاق مركبة إلى حزام كايبر، فليس من الراجح أن يَتم إطلاق واحدة إلى سحابة أورت قبل عقود عديدة في أفضل الأحوال.[107]
سدنا:
رسم تخيلي لسدنا، ويَظهر فيه بلونه الأحمر الشديد.
سدنا هو جسم شبيه بالكواكب القزمة يَقع على أطراف النظام الشمسي، وعند اكتشافه عام 2004 كان أبرد وأبعد جرم معروف عن الشمس على الإطلاق، حتى أنه يُمكن حجب قرص الشمس برأس دبوس من على سطحه. من المحتمل أن سدنا هو أول جرم يَنتمي إلى سحابة أورت الافتراضية يُعثر عليه وهو يَتجول قربها، فمداره يُشبه مدارات الأجرام التي تأتي من السحابة، ويُتوقع أنه ينتمي إلى الجزء الداخلي من السحابة مع أنه أقرب إلى الشمس بعشرة مرات منها.[108] من اللافت للنظر في سدنا حجمه ولونه، فحجمه يُقدر بأكثر من نصف حجم بلوتو (وعند اكتشافه كان أكبر جرم يُكتشف في النظام الشمسي منذ اكتشاف بلوتو عام 1930)، إضافة إلى لونه الأحمر الشديد، فهو ثاني أكثر الأجرام المعروفة في النظام الشمسي حُمرة بعد المريخ.[109]

[عدل]الحدود الخارجية

لا يُوجد معلم واضح يُتيح وضع حدود حقيقية للنظام الشمسي، بالرغم من أنه توجد بعض الأشياء التي يُمكن استخدامها كمراجع. في الحقيقة كلا الضوء والمجال الجذبي الصادرين من الشمس لا يَتوقفان مهما ابتعدنا عنها، فمع أنهما يَضعفان كثيراً بعد ابتعادنا لمسافة ما عنها فإن امتداد تأثيرهما (مهما كان تافهاً) لا نهائي. لذلك فكثيراً ما تستخدم الرياح الشمسية والفقاعة التي تولدها حول الشمس كعلامة لحدود النظام الشمسي، لأن تدفقها يَتوقف وتصبح سرعتها 0 عند منطقة ما، ويُعتبر الحد الشمسيُّ حدود النظام الشمسي اعتماداً على الرياح الشمسية.[110] لكن من جهة أخرى، أبعد مناطق النظام الشمسي التي تُسيطر عليها الشمس جذبياً إلى حد ما هي سحابة أورت، والتي تعتبر أيضاً حافة النظام الشمسي. وبعد هذه السحابة لا يَعود تأثير الشمس الفيزيائي أو الجذبي ملحوظاً،[106] ولا تعود الشمس قادرة على السيطرة على الأجرام بجاذبيتها، فكثيراً ما تفلت مذنبات السحابة من جاذبية الشمس وتنطلق سابحة في الفضاء عبر الوسط البينجمي حتى يُمسك بها نجم آخر.

[عدل]التموضع المجري

تموضع المجموعة الشمسية ضمن مجرة درب التبانة.
تقع المجموعة الشمسية في مجرة درب التبانة وهي مجرة حلزونية ضلعية يبلغ قطرها حوالي 100000 سنة ضوئية محتوية على حوالي 200 مليار نجم.[111] تتموضع المجموعة الشمسية في ذراع حلزوني خارجي يدعىذراع الجبار.[112] تبعد الشمس ما بين 25000 إلى 28000 سنة ضوئية عن مركز المجرة،[113] وتصل سرعتها ضمن المجرة إلى 220 كيلومتر في الثانية، وبذلك تكمل دورة واحدة في فترة تتراوح ما بين 225 إلى 250 مليون سنة. تعرف هذه الدورة للمجموعة الشمسية بالسنة المجرية.[114] يعرف الأوج الشمسي بأنه اتجاه مسار الشمس بين النجوم، وهو قريب من كوكبة الجاثي في الاتجاه الحالي للنجم النسر الواقع.[115] يميل مستوي مسار الشمس للمجموعة الشمسية عن مستوي المجرة بحوالي 60 درجة.[f]
ساهم التموضع المجري للنظام الشمسي على وجود والمحافظة على الحياة في كوكب الأرض. فمدار المجموعة تقريبا دائري، ويدور تقريبا بنفس سرعة دوران الذراع الحلزوني (ذراع الجبار). مما يعني أنها من النادر أن تمر خلاله. وبما أن الذراع لا تحوي على أخطار كبيرة مثل مستعرات عظيمة فهذا يعطي الأرض فرصة أكبر للبقاء على قيد الحياة واستقرار لمدة طويلة بين النجوم.[116] بالإضافة إلى أن الشمس تتموضع خارج المنطقة المزدحمة بالنجوم في مركز المجرة. فلو كانت الشمس متوضعة قرب تلك المنطقة لأثرت جاذبية النجوم على أجرام سحابة أورط والتي سترسل العديد من النيازك إلى المنطقة الداخلية للنظام الشمسي، مسببة اصطدامات نيزكية مع كوكب الأرض ذو نتائج كارثية. كما يمكن للإشعاعات الصادرة من مركز المجرة أن تؤثر على الحياة على الأرض.[116] حتى في موقع الشمس الحالي فقد افترض العلماء أن انفجار مستعر أعظم قد أثر على الحياة في كوكب الأرض قبل 35000 سنة من خلال قذف النواة النجمية باتجاه الشمس على شكل حبيبات غبارية مشعة ونيازك كبيرة.[117]

[عدل]جوار المجموعة الشمسية

يعرف الجوار الحالي للمجموعة الشمسية ضمن المجرة بالسحابة بين نجمية المحلية، توجد منطقة بسحابة كثيفة على خلاف المنطقة المنتشرة في جوارها تدعى الفقاعة المحلية، وهو تجويف يشبه الساعة الرملية في الوسط بين النجمي يبعد حوالي 300 سنة ضوئية. تغلب على الفقاعة درجة حرارة بلازما عالية ليفرض العلماء أن هذه الحرارة متولدة نتيجة العديد من المستعرات العظيمة حاليا.[118]
رسم يُظهر النظام الشمسي والمجرة بجانب الكون، حيث يَبدأ من النظام الشمسي، ثم يُظهره بجانب النجوم المجاورة للشمس، ثم يُظهرهم بجانب مجرة درب التبانة، ثم المجرة نفسها والمجموعة المحلية، وفي النهاية العنقود المجري العظيم الذي تقع مجرتنا ضمنه.
رسم يُظهر النظام الشمسي والمجرة بجانب الكون، حيث يَبدأ من النظام الشمسي، ثم يُظهره بجانب النجوم المجاورة للشمس، ثم يُظهرهم بجانب مجرة درب التبانة، ثم المجرة نفسها والمجموعة المحلية، وفي النهاية العنقود المجري العظيم الذي تقع مجرتنا ضمنه.
توجد بعض النجوم القليلة المتوضعة حتى بعد يصل إلى 10 سنوات ضوئية عن الشمس. أقرب هذه النجوم هو نجم ثلاثي يدعى رجل القنطور الذي يبعد 4.4 سنة ضوئية عن الشمس ويكون رجل القنطور ج وهو قزم أحمر يبعد فقط 0.2 سنة ضوئية. ثاني اقرب نجم إلى الشمس هو قزم أحمر يدعى نجم بارنارد يبعد 5.9 سنة ضوئية، يليه الذئب 359 مبتعدا 7.8 سنة ضوئية، من ثم لالاندا 21185 ويبعد 8.3 سنة ضوئية. أكبر نجم ضمن مجال 10 سنوات ضوئية هو الشعرى اليمانية وهو نجم لامع من النسق الأساسي يبعد 8.6 سنة ضوئية، يليه نجم ثنائي مؤلف من قزمين حمر يبعد 8.7 سنة ضوئية يدعى لويتن 735-8 ومن ثم القزم الأحمر روز 154الث يعد 9.7 سنة ضوئية.[119] أقرب نجم مشابه للشمس هو تاو قيطس الذي يبعد 11.9 سنة ضوئية عنا، تعادل كتلته 80% من كتلة الشمس، لكن فقط 60% من سطوعها.[120] أما أقرب كوكب خارج المجموعة الشمسية معروف حتى الآن فهو كوكب يدور حول نجم إبسلون النهر وهو نجم باهت وأكثر حمرة من الشمس يبعد عنا حوالي 10.5 سنة ضوئية. وقد أكد وجود كوكب واحد يدعى إبسلون النهر ب وتبلغ كتلته 1.5 ضعف من كتلة المشتري ويدور حول نجمه كل 6.9 سنة.[121]

[عدل]

جوان-2012

Review www.molta9a-arab.blogspot.com on alexa.com

 
Design by Free WordPress Themes | Bloggerized by Lasantha - Premium Blogger Themes | Hostgator Discount Code تعريب : ق,ب,م