‏إظهار الرسائل ذات التسميات اقتصاد. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات اقتصاد. إظهار كافة الرسائل

الأحد، 29 يوليو 2012

" المجلس الثقافي البريطاني" يستضيف مؤتمراً دولياً للإقتصاد 2013


أعلن المجلس الثقافي البريطاني عن أنه إستضافة مؤتمرًا دوليًّا هامًّا حول مستقبل الاقتصاد العالمي القائم على المعرفة. سيعقد المؤتمر بدبي فى الفترة من 4 إلى 6 مارس 2013 وسيشكل جزءًا من سلسلة مؤتمرات ‘Going Global’ المرموقة. 

وقد كان المؤتمر الذى قد فى 2012 بلندن أكبر تجمع على الإطلاق لقادة العالم في مجال التعليم العالي.

وأكد المجلس فى بيان لة اليوم الأربعاء أن هذا المؤتمر "Going Global 2013" بعنوان "التعليم العالمي: اقتصاد المعرفة في بلدان القرن الحادي والعشرين" سيسعى إلى النظر في مدى تدويل الاقتصاد القائم على المعرفة ومدى تأثيره على ثروات الأمم والمجتمعات والثقافات وازدهارها ورفاهيتها.

وبما أن أنظمة البحث والتعليم العالي هي المحرك الأساسي لاقتصادات المعرفة، سوف يجمع المؤتمر خبراء العالم من مختلف مجالات العمل لعرض ومناقشة أحدث الأفكار من جميع أنحاء العالم حول ممارسات التعليم ونظمه وآليات تقديمه الحالية، وما يمكن استخلاصه منها. وسيحدد المندوبون الاتجاهات المستقبلية، وسيبحثون في التحديات والفرص التي تقدمها هذه الاتجاهات للبحوث وأنظمة التعليم العالي لبناء اقتصاد قائم على المعرفة ودول القرن الحادي والعشرين.

وقد أصدر منظمو المؤتمر دعوة لتقديم مقترحات تتناول الموضوعات الثلاثة التالية:

· البحث والابتكار - دور التعاون الدولي

·تطوير مهارات العاملين في مجال المعرفة: دور التعاون الدولي

·التعليم العالي المدوّل وأنظمته

ينعقد المؤتمر العام المقبل من 4 إلى 6 مارس في مركز التجارة العالمي في دبي، الإمارات العربية المتحدة، وهذه هي المرة الأولى التي يتم فيها عقد مؤتمر Going Globalفي المنطقة. وقد تم إطلاق نداء عالمي لتقديم المقترحات. وفي مرحلة لاحقة، سيتم اختيار المقترحات من قبل لجنة توجيهية دولية خارجية. ومن المتوقع أن يجذب هذا الحدث مرة أخرى أهم المعلمين والأكاديميين وصانعي السياسات وكبار رجال الأعمال الذين يؤثرون على مستقبل التعليم الدولي.

وقال بات كيلينغلي، مدير التعليم العالي في المجلس الثقافي البريطاني: "نريد أن يركز هذا المؤتمر على دور بالغ الأهمية الذي تلعبه الجامعات والكليات بشكل متزايد في بناء اقتصاديات المعرفة في مختلف أنحاء العالم. فعمل المجلس الثقافي البريطاني في هذا المجال في جميع أنحاء العالم يظهر أن البلدان تتقاسم اهتمامَيْن مشتركَيْن - كيفية قيادة المؤسسات للاقتصاد والازدهار من خلال أحدث الأبحاث العلمية والابتكارات، وكيفية تطوير الجيل القادم من العاملين في مجال المعرفة. لذلك، تلعب الشراكة الدولية وتقاسم أفضل الممارسات دورًا حاسمًا في دفع هذه الأهداف إلى الأمام على الصعيد العالمي."

وأشار ريتشارد كوتون، مدير المجلس الثقافي البريطاني في دولة الإمارات العربية المتحدة، إلى أن "دبي ودولة الإمارات العربية المتحدة تشكلان مركزًا تجاريًّا حيويًّا ومحورًّا تعليميًّا يربط ما بين أوروبا وآسيا. ودبي التي تستضيف أكبر عدد من عمليات الفروع الجامعية في العالم، تعد في طليعة التطورات في مجال التعليم عبر الحدود الوطنية، وتوفر المكان المثالي لمناقشة كيف يمكن لتدويل التعليم العالي والتعليم المستمر أن يسهم في تنمية الاقتصادات القائمة على المعرفة حول العالم. وفي ظل تزايد الاهتمام الدولي بمنطقة الشرق الأوسط، يوفر المؤتمر أيضًا فرصة لإقامة شراكات جديدة مع المنطقة. " 

التنوع الإنتاجي للاقتصاد المغربي مكنه من مقاومة الأزمة الأوروبية


أكد نزار بركة،وزير الاقتصاد والمالية أن التنوع الإنتاجي للاقتصاد المغربي الذي تم تحقيقه من خلال مختلف السياسات القطاعية المعتمدة مكنت المملكة من مقاومة الأزمة الأوروبية.
وأوضح الوزير٬ في حديث أجرته معه يومية (أجوردوي لوماروك) ونشرته في عددها الصادر يومه الاثنين 28 مايو 2012،أن هذا التنوع "مكن من تفادي التداعيات السلبية للأزمة الأوروبية٬ مضيفا أنه "أن القطاعات الجديدة تمكنت من حمل المشعل وتحقيق الانتعاش والتخفيف من تأثير الأزمة على اقتصادنا".

وحسب الوزير فإن "النمو غير الفلاحي المرتبط بالبلدان المتقدمة والمندمج في الاقتصاد العالمي سيستمر في المضي قدما بوتيرة مدعمة".

من جهة أخرى٬ أبرز  الوزير أن الحكومة ستستمر في "دعم الطلب الداخلي وفي تنمية الاستثمارات العمومية٬ كما هو الحال بالنسبة لقانون المالية"٬ مشيرا في المقابل إلى أن هامش المناورة في الميزانية يبقى محدودا جراء العجز المسجل على مستوى الميزانية الذي ارتفع سنة 2011 إلى 6,1 في المائة من الناتج الداخلي الخام".

وأضاف أن "التزام الحكومة في إطار الدستور القاضي بالحفاظ على التوزانات المكرو اقتصادية والأساسية تدفعنا إلى القول بأنه لا يمكننا الاستمرار في دعم الاقتصاد الوطنية بنفس الكيفية".

وأبرز الوزير ٬ في هذا السياق٬ الحاجة إلى الانخراط في "منطق استهداف السياسات العمومية من أجل تحقيق مردودية أفضل ونجاعة أكبر في الإنفاق العمومي".

وذكر  الوزير بعدد من الإصلاحات ذات طابع "هيكلي الرامية إلى التأسيس لمستقبل واعد للبلاد٬ خاصة إصلاح صندوق المقاصة وصناديق التقاعد ٬ مؤكدا أن مختلف الإكراهات المطروحة سيتم أخذها بعين الاعتبار مع "الحرص على احترام الالتزامات المتخذة من قبل الحكومة على الصعيد الاجتماعي"

المصدر-- وكالة المغرب العربي للانباء

سبل تعزيز التعاون مع عدة وفود مشاركة في الاقتصادي العالمي للشرق الأوسط وشمال إفريقيا

أجرى نزار بركة٬ وزير الاقتصاد والمالية٬ لقاءات ثنائية مع مسؤولين حكوميين وفاعلين اقتصاديين من عدة دول٬ وذلك على هامش المنتدى الاقتصادي العالمي للشرق الأوسط وشمال إفريقيا وأوراسيا المنعقد ما بين 4 و6 يونيو 2012 باسطنبول. 


وقال الوزير٬ في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء٬ أن لقاءه مع نائب الوزير الأول التركي علي باباكان سمح بتحديد العديد من مجالات التعاون بين المغرب وتركيا. وأضاف أن الأمر يتعلق بمجالات متنوعة تهم بالخصوص الاستثمار والتجارة والإصلاح البنكي والتجارب في مجال المنتوجات البديلة٬ والحماية الاجتماعية. 


وقال إن لقاءه مع وزير الاقتصاد الكرواتي هم أساسا سبل تعزيز التجارة المحتملة بين المغرب وكرواتيا في المجال الصناعي٬ مشيرا إلى أنه تم التطرق في هذا الإطار إلى سبل تطوير التعاون الثنائي في مجال الصناعات الدوائية والصلب والصناعات الزراعية والنسيج. 

وأضاف نزار بركة ٬ الذي تباحث أيضا مع مساعد وزير الخزانة الأمريكي٬ أن هذا التعاون سيعزز من فرص التصدير بالنسبة للمغرب إلى السوق الكرواتية. 

وأوضح السيد نزار بركة أن اجتماعه مع المسؤول الأمريكي هم تطور الاقتصاد المغربي وآفاق تعزيز العلاقات التجارية والاستثمارية بين المغرب والولايات المتحدة. 

من جهة أخرى٬ عقد السيد بركة لقاءات مع العديد من الفاعلين الاقتصاديين في الشرق الأوسط وشمال افريقيا وأوراسيا٬ مشيرا إلى أن هؤلاء الفاعلين أظهروا اهتماما خاصا بتنمية التجارة والاستثمارات في المغرب٬ من أجل الاستفادة من المؤهلات الجيو-ستراتيجية للمملكة واستقرارها السياسي وإستراتيجيتها المحفزة في مجال الأعمال.

السبت، 21 يناير 2012

ارتفاع أسعار مواد البناء في الأسواق السعودية 10%

أكد تجار مواد البناء في السعودية أن الأحداث السياسية الحاصلة في عدد من الدول العربية أسهمت في الارتفاعات الحاصلة في أسعار بعض مواد البناء بنسبة تصل إلى 10% في الأسواق المحلية، مستبعدين تراجع الأسعارخلال الفترة المقبلة، وبخاصة مع الطلب الكبير عليها في ظل توقعات بنمو كبير لقطاع العقار.

وعزا هؤلاء في حديثهم إلى صحيفة "الحياة" الارتفاعات الأخيرة في أسعار مواد البناء إلى الزيادات الحاصلة في أسعار السلع المستوردة، بسبب ارتفاع أسعار الشحن والبترول، في الوقت الذي يزداد الطلب على تلك المواد، وطالبوا وزارة التجارة بالتدخل في حال حدوث أي ارتفاعات كبيرة للأسعار، وضبط عملية البيع حتى لا يتم التلاعب بالأسعار

ارتفاع أسعار مواد البناء في الأسواق السعودية 10%

الأربعاء، 18 يناير 2012

سوق الأسهم السعودية تنفي تعرضها لاختراقات من "هاكرز" إسرائيلي

نفت السوق المالية السعودية "تداول" حدوث أي عمليات اختراق أو تعطيل لأنظمة العمل الخاصة بها أو للموقع الإلكتروني، مؤكداً سلامة أنظمتها وأمان عملياتها، وفقاً لاتصال هاتفي مع المسؤول عن الشؤون الإعلامية في "تداول" عبد اللطيف الفريحي.

وكانت بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية قد ذكرت أن مجموعة قرصنة إسرائيلية تعرف نفسها بـ" IDF-Team" قامت باختراق وإسقاط موقع البورصة السعودية وبورصة أبو ظبي اعتباراً من الساعة السادسة من مساء أمس الثلاثاء وذلك رداً على الهجوم الذي تعرض له موقع البورصة الإسرائيلية ومواقع أخرى خاصة بالبنوك الإسرائيلية.




وكتبت مجموعة القراصنة الإسرائيلية على مدونتها بأن عملية اقتحام وإغلاق الموقع السعودي وموقع بورصة أبو ظبي جاء ردا على الهجوم الذي تعرضت له مواقع إسرائيلية، متوعدين بالانتقال إلى مرحلة متقدمة والتسبب بإغلاق المواقع العربية لفترة طويلة قد تصل إلى عدة شهور في حال استمر الهجوم على المواقع الإسرائيلية.

من جهتها أكدت هيئة السوق المالية السعودية عدم صحة هذه الأنباء قطعياً.

وقال بيان الهيئة "تناقلت بعض وسائل الإعلام ادعاءات باختراق وتعطيل الموقع الإلكتروني للسوق المالية السعودية، وفي هذا الصدد تؤكد السوق المالية السعودية (تداول) لعموم المتعاملين عدم صحة ذلك وأن جميع أنظمتها مستمرة في العمل بشكل طبيعي".

وأشار البيان إلى أن "تداول" تطبق العديد من الإجراءات والأنظمة المتقدمة لحماية أمن واستمرار العمليات بما يكفل سلامة وانتظام جميع أعمالها.

الخميس، 15 ديسمبر 2011

حقوق الملكية فى اقتصاد السوق


حقوق الملكية فى اقتصاد السوق
بقلم: بروس ايه. ريزنيك
Bruce A. Reznik محامى الشركات الدولية ورئيس مؤسسة خدمات المساعدة الفنية القانونية (LTAS)فى واشنطون دى. سى. وهى مؤسسة تقدم التدريب الفنى من خ
حقوق الملكية فى اقتصاد السوق
بقلم: بروس ايه. ريزنيك
Bruce A. Reznik محامى الشركات الدولية ورئيس مؤسسة خدمات المساعدة الفنية القانونية (LTAS)فى واشنطون دى. سى. وهى مؤسسة تقدم التدريب الفنى من خلال الاستشارات والندوات إلى موظفى الحكومات والشركات فى الدول التى تقوم بإصلاحات السوق.
يؤكد تاريخ الديمقراطيات الغربية على الدور المركزى الذى تلعبه حقوق الملكية فى النهوض بالتنمية الاقتصادية والسياسية. ومن الممكن استخدام الطريقة التى اتبعتها هذه الدول لحماية حقوق الملكية على مدى السنين الماضية كدليل لا يقدر بثمن للدول الأخرى التى تسعى إلى تطوير المؤسسات القانونية وغيرها من المؤسسات الأخرى حتى تؤسس أنظمة قوية للملكية الخاصة. ولهذه النقطة أهمية خاصة بالنسبة للاقتصادات التى تتجه نحو اقتصاد السوق الحر لأن نجاح إصلاحات السوق يتوقف على مدى تمسك الحكومة بالعناصر اللازمة لاستقرار الملكية الخاصة. أما المفاهيم والسياسات الحكومية الغامضة أو المتضاربة فإنها قد تعرض عملية الخصخصة لمخاطر وانتكاسات كبيرة. ولذلك أصبح من المحتم أن تفهم هذه الحكومات طبيعة الملكية الخاصة وأنواعها والقيود على تدخل الحكومة فى حقوق الملكية الخاصة.
يتسم مفهوم الملكية بالتعقيد فى أى نظام اقتصادى لأسباب كثيرة:
أولا:    إن الملكية لا تقتصر على ما هو مملوك فقط، لكنها حزمة من الحقوق والعلاقات التى تترتب عليها حقوق الملكية. ولذلك فإن ما يطلق عليه لفظ "الملكية" هو فى الواقع "حقوق الملكية". وهذه الحقوق هى التى تجيز للشخص استخدام الشيء المملوك والتمتع به والتخلص منه حسبما يراه مناسبا.
ثانيا:    إن الملكية تشتمل على مجال عريض من الأصول، بعضها أصول مادية كالأراضى والعقارات والبعض الآخر أصول معنوية مثل أسهم الشركات، والحقوق الفكرية، والسمعة التجارية للشركة. وحتى الحق فى اكتساب أسباب الرزق قد يدخل فى نطاق ملكية المصالح. وهناك مفاهيم أخرى للتملك أكثر تعقيدا، منها مختلف أشكال الملكية والمصالح مثل المشاركة فى الملكية، والضمانات، والرهن العقارى وحقوق استعمال العقارات (حقوق الارتفاق). وعلاوة على ذلك فإن نظرة المجتمع إلى الملكية تخضع للتغيير بمرور الوقت، والولايات المتحدة هى أكبر مثال على ذلك.
فى فترة تكوين الولايات المتحدة الأمريكية كانت أهمية حماية الملكية الخاصة تتصدر المناقشات حول حقوق المواطنين وسلطة الحكومة. ونتيجة لذلك قامت فلسفة الملكية التى تعتبر أساس النظام الأمريكى على أهمية الحريات الفردية، وتحديد سلطة الحكومة، وإطلاق حق الناس فى الملكية. هذا المفهوم الواسع للملكية تجاوزالملكية المادية للممتلكات الخاصة ليشمل حرية المصالح كما وضع حدود تدخل الحكومة فى ملكية مواطنيها، وهو ماعبر عنه جون لوك John Locke فى بحثين أعدهما عن الحكومة وكان لهما تأثير عميق على جيل الأباء الذين أسسوا الولايات المتحدة. ومنذ القرن السابع عشر ساهم جيمس هارينجتون المصلح الاجتماعى اليوتوبى ، وسير ويليام بلاكستون رجل القانون البريطانى المعروف فى وضع مفهوم الملكية. فبينما تصور هارينجتون مجتمعا تقوم العدالة فيه بصفة جزئية على التوزيع المتساوى للثروة، قال بلاكستون إن حق المالك فى استخدام ما يملكه ليس حقا مطلقا.

الحياة والحرية والملكية

دخلت هذه المفاهيم فى التعديل الخامس لدستور الولايات المتحدة الذى أحدث توازنا بين حقوق الملكية العامة والملكية الخاصة. وينص التعديل الخامس على أنه لا يجوز "حرمان أى شخص من الحياة أو الحرية أو الملكية إلا بالطرق القانونية، ولا يجوز نزع الملكية الفردية او الاستيلاء عليها للاستخدام العام دون تعويض عادل." ويتطلب الشرط الأول "إلا بالطرق القانونية" أن تكون الاجراءات عادلة.  أما الشرط الثانى الذى يعرف بـ "الاستيلاء" أو "حق الاستيلاء العام" فيتطلب أن تقدم الحكومة تعويضا عادلا عندما يؤدى تصرف أو تشريع حكومى إلى حرمان صاحب الملكية من استخدام ما يحوزه أو يمتلكه.
تسمى سلطة الحكومة على تنظيم الملكية الخاصة "سلطة الأمن العام Police Power"  ولا بد أن تكون ممارسة هذه السلطة وفقا للدستور والقوانين السارية.  وتعتبر اللوائح البيئية والعمرانية أمثلة لسلطة الحكومة على تنظيم أنشطة مالكى الأراضي. فمن المعتاد فى الولايات المتحدة أن يقوم أصحاب الأرض بتقديم طلبات إلى مجالس التنظيم العمرانى المحلية للحصول على تصاريح تغيير أسلوب استغلال الأراضى التى يمتلكونها.  إلا أن المجلس فى بعض الحالات قد يمنعهم من التصرف فى هذه الأراضى إذا كانت تتميز بجمال طبيعي خاص أو كانت تحتوى على موارد معينة. وليس لهؤلاء الملاك الحق المطلق فى استخدام أملاكهم كما يريدون إذا كان ذلك يلحق الضرر أو الأذى بأرواح الغير أو بممتلكاتهم، لدرجة أنه من الممكن أن يحصل المتجاوزون (الذين يدخلون اراضى الغير دون وجه حق) على تعويض قضائى مقابل الاصابات الناجمة عن أخطار يمكن التنبؤ بها. ومن ناحية أخرى، فإن المالك الذى يعترض على مصدر إزعاج كالمطار مثلا قد لا يحصل على تعويض قضائى أو أى تعويض آخر إذا كان المصدر موجودا قبل امتلاكه لتلك الأرض.
وما تزال مسألة سلطة الحكومة على الملكية الفردية فى الولايات المتحدة حتى يومنا هذا خاضعة للتفسير والتعديل بصفة مستمرة. ففى قرار مفاجئ صدر هذا العام، على سبيل المثال، قضت المحكمة العليا أن للولاية سلطة مصادرة الممتلكات الشخصية أو العقارية او سلطة الاستيلاء عليها اذا استخدمها الفرد فى نشاط اجرامى حتى ولو لم تكن الممتلكات مركزية بالنسبة للجريمة أو كانت ملكيتها مشتركة مع شخص آخر أو مع طرف برئ. ولا يعتبر هذا القرار انتهاكا لشرط ضمان استعمال الطرق القانونية  أو شرط الحصول من الحكومة على تعويض عادل.

المشاركة فى المنفعة

تبرز مسألة حقوق الملكية إلى المقدمة فى الدول التى تتحول إلى اقتصاد السوق الحر، لأن هذه الحقوق تعتبر من صميم خصخصة أصول الدولة. إلا أن هذه العملية معرضة للخطر فى دول مثل روسيا حيث لا يتم اقتسام المنفعة على نطاق واسع مع المواطنين.  فقد يكون إصدار الأسهم مثلا لمن كانوا يعملون فى مؤسسات كانت مملوكة للدولة مسألة تتماشى مع نص الخصخصة ولكنه بالتأكيد يختلف مع روحها. وفى نفس الوقت، هناك دول أخرى تعرضت فيها بعض المؤسسات العامة للنهب  بدلا من إعادة توزيع الممتلكات.
ونظرا لأهمية حقوق الملكية، يعتبر الفهم الأساسى لأنواع الملكية ضروريا لكى تتجنب الأسواق الناشئة الأخرى الوقوع فى مآزق مماثلة. وفيما يلى عرض مبسط لأربعة أنواع رئيسية من الملكية.
الملكية العقارية (أو الأموال الثابتة) Real property “realty”: هى الأرض بصفة عامة وما يوجد عادة فى الأرض أو عليها مثل النفط والغاز والمعادن والأشجار. ولأن الأرض تعتبر من الناحية العاطفية بمثابة "الروح" بالنسبة للأمة فإن كثيرا من الحكومات التى أصبحت الآن تسمح بالملكية الخاصة للأرض لا تبيح للأجانب أن يتملكوها.
و بالاضافة إلى البيع، هناك استعمالات اقتصادية أخرى للأرض مثل الإيجار. فلو قام مالك الأرض بتأجيرها لمستأجر أصبح يشغلها بالفعل فإن هذا التصرف قد يثير قضايا تتعلق بالملكية فى مقابل الحيازة. فمالك الشقة الذى قام بتأجيرها مثلا لا يتمتع بالحق المطلق فى دخولها. وبالتالى، من الضرورى أن تضع الدول قواعد واضحة المعالم لا تتوقف فقط عند عمليات بيع وشراء وتعمير الأراضى بل تشمل ايضا الإيجار والتأجير. هذه القواعد لا توجد فى فيتنام مثلا حيث تسمح الحكومة للأفراد والشركات بتأجير الأراضى وهى، طبقا للقانون، ملك الشعب. ورغم ذلك لا يحق للمستأجرين استخدام شهادات حق استغلال الأراضى كضمان مقابل الحصول على قروض.
بالإضافة إلى التأجير، يجوز للأفراد الحصول على حقوق استعمال الأراضى (أو حقوق الارتفاق) مثل الطرق التى تجتاز أرضا مملوكة للغير. وهذا الحق لا يمثل ملكية، ولكنه يمثل منفعة أو مصلحة فى الأرض تعطى الشخص حق دخول أرض الغير لغرض محدد. وهذا الوضع يشبه إلى حد كبير منح ترخيص لاستعمال علامة تجارية.
الملكية كأداة ضمان Property as Collateral: تلعب الملكية فى اقتصاد السوق دورا رئيسيا لمساعدة الأفراد والمؤسسات على الحصول على تمويل. ويحصل المقرض على ضمان لحقه فى الأرض المملوكة للمقترض حسب شروط العقد. وفى هذه الحالة تسمى هذه الأرض "الضمان الإضافى collateral" . ويمكن ضمان القروض العامة بأى أصول يقبلها المقرض كالسيارات أو المجوهرات. وكذلك يمكن استخدام الممتلكات الشخصية "المنقولات" كضمان إضافى. ويمكن تعريف المنقولات بصفة عامة على أنها ممتلكات ليست عقارية وتوصف فى الغالب بالسلع. أما "الأموال المنقولة chattels" فتعتبر ممتلكات شخصية مادية.
وفى حالة قروض الاسكان يتم ضمان القرض عن طريق "الرهن". والرهن هو قيد يفرض على ملكية المدين العقارية التى هى موضوع الدين. ويمكن أن يؤدى الفشل فى التسديد وانتهاك عقد الرهن إلى حصول المقرض (البنك أو شركة الرهن المصرفى) على حق الحيازة والملكية التامة للمسكن من خلال عملية إسقاط الحق والمصادرة.
أصبحت القروض المضمونة أكثر انتشارا فى الدول التى كانت شيوعية. إلا أن بعض هذه القروض أثارت فى روسيا موجة من الخلافات حول بعض حالات الخصخصة التى تمت مؤخرا والتى تمت هيكلتها كقروض بدلا من شراء حقوق الملكية فى الشركات التى كانت مملوكة للدولة ثم تم بيعها. وبدلا من شراء حقوق الملكية، قدم المستثمرون المهتمون قروضا للحكومة الروسية بضمان أسهم فى رأسمال الشركات التى تمت خصخصتها. وأصبح من حق المقرضين الاستيلاء على أسهم رأس مال تلك الشركات فى سبتمبر 1996 إذا لم تتمكن الحكومة الروسية من تسديد ديونها. ويرى كثير من الروس أن تلك الصفقات وأمثالها كانت تتم بطريقة غير سليمة لتسهيل حصول البنوك والشركات على ملكية تلك الشركات التى يباركها موظفو الحكومة.
الملكية الاعتبارية corporate ownership: حق الملكية فى شركة مدرجة فى سجل الشركات يمكن أن يخول الحق فى نوعين مختلفين من الملكية: الأصول المادية (الملموسة) أو الأصول المعنوية (حصص رأس المال). وتصبح الملكية المعنوية ملكا لحامل الأسهم وهو حر فى بيع أسهمه لمن يشتريها ما لم يكن هناك اتفاق يمنع تحويلها. (وينتشر استعمال هذا المنع فى الشركات الصغيرة التى يريد مؤسسها أن يعرفوا الزملاء الذين سيشاركونهم فى ملكية الشركة وأن يوافقوا عليهم). ويؤدى عرض و/أو بيع حصص رأس المال فى الولايات المتحدة إلى استخدام قوانين مشددة للأوراق المالية، وهذه القوانين فى جوهرها عبارة عن اجراءات القصد منها حماية المستهلك.
الملكية الفكرية intellectual property  : فى الاقتصاد العالمى المتزايد أصبحت حقوق الملكية الفكرية مثل حقوق الاختراع والعلامات التجارية وحقوق التأليف أحد الأصول القيمة التى تزداد أهميتها باستمرار. ويؤدى نقص التنظيم إلى فقدان الحافز لتطوير العلامات والأعمال الأدبية والاختراعات. ولهذا السبب تصمم حقوق الملكية الفكرية لحماية قيمة الأصول، وتتم حمايتها فى الولايات المتحدة عن طريق القوانين المحلية. أما على الصعيد الدولى فإن حمايتها تتم من خلال مختلف الترتيبات ومنها معاهدتى بيرن وباريس واتفاقية مدريد.
زادت الأهمية الحالية للملكية الفكرية حتى أصبحت أداة مخففة للخلافات التجارية الدولية. ومن أمثلة ذلك الخلاف الذى نشب بين الولايات المتحدة وجمهورية الصين الشعبية حيث هددت واشنطون مؤخرا بفرض عقوبات تجارية ضد الصين تقدر بنحو 1.08 بليون دولار، وهى أكبر عقوبة تجارية لوحت بها الولايات المتحدة. وهناك مثال آخر وهو تسوية قضية الخلاف التى رفعتها الولايات المتحدة ضد اليابان بسبب اتهامها بالقرصنة والقيام بالتسجيلات الصوتية منذ 1946 حتى 1971 باعتبار ذلك انتهاكا لاتفاقية جولة أوروجواى حول الجوانب المتصلة بالتجارة من حقوق الملكية الفكرية. وكذلك يتضمن قانون التجارة الأمريكى (الجزء 301) نصا يتطلب التعرف كل سنة على الدول التى لا توفر الحماية الفعالة لحقوق الملكية الفكرية وعلى الدول التى توجد فيها ممارسات واجراءات تضر بمصالح الولايات المتحدة وتعتبر مكلفة بالنسبة لها. ومن الممكن أن يترتب على ذلك اجراء تحقيق تلقائى بموجب الجزء رقم 301 فى إطار زمنى قصير مع تحديد مواعيد نهائية للتحقيق والرد بالمثل.

التشريع.. أحد مكونات إنفاذ الملكية الفكرية

التشريع هو أحد مكونات إنفاذ الملكية الفكرية، ولكى يكون قانون الملكية الفكرية مؤثرا لا بد أن يكون هناك ترابط منطقى بينه وبين نطاق أوسع من القوانين المدنية والجنائية، وأن يقوم عليه محامون مدربون على هذا المجال القانونى، وأن تعمل على إنفاذه كيانات حكومية.

أنفاذ القوانين هو الأساس

لكى تكون القوانين مؤثرة، لابد من إنفاذها. ولذلك لا بد أن تكون للحكومة مؤسسات وآليات لحماية الملكية الخاصة.  ففى الولايات المتحدة على سبيل المثال توجد أنواع مختلفة من آليات إثبات الملكية فى مختلف الظروف. وهناك سجل فيدرالى لملكية الحقوق الفكرية للعلامات التجارية، والمواد المحمية بحق الطباعة، وبراءات الاختراع. ويتم الحصول على سند الملكية كدليل على ثبوت ملكية العقارات والسيارات. كما تعتبر شهادات الأسهم نوعا آخر من أنواع إثبات الملكية. وتوجد فى المحليات مكاتب للسجل العقارى لتسجيل ملكية الأراضى مع الاحتفاظ "بسلسلة" ملكيتها لكى تتمكن الأطراف المعنية من التأكد من صحة الملكية.
وكذلك يعتبر استقلال القضاء من المسائل الأساسية. ويقوم المواطنون فى الولايات المتحدة برفع قضايا ضد الحكومة أمام القضاء تتعلق بالاستغلال الحكومى للأراضى والتقسيم إلى مناطق وأحياء والنزاعات التى تنشأ حول حق الاستيلاء العام أو اليد العليا. ومن الممكن أن يتم الدفاع عن حقوق الملكية التقليدية من خلال الاجراءات القانونية القوية. وخلاصة القول أنه لا يمكن للحكومة الحجز على الملكية دون محاكمة عادلة.
لال الاستشارات والندوات إلى موظفى الحكومات والشركات فى الدول التى تقوم بإصلاحات السوق.
يؤكد تاريخ الديمقراطيات الغربية على الدور المركزى الذى تلعبه حقوق الملكية فى النهوض بالتنمية الاقتصادية والسياسية. ومن الممكن استخدام الطريقة التى اتبعتها هذه الدول لحماية حقوق الملكية على مدى السنين الماضية كدليل لا يقدر بثمن للدول الأخرى التى تسعى إلى تطوير المؤسسات القانونية وغيرها من المؤسسات الأخرى حتى تؤسس أنظمة قوية للملكية الخاصة. ولهذه النقطة أهمية خاصة بالنسبة للاقتصادات التى تتجه نحو اقتصاد السوق الحر لأن نجاح إصلاحات السوق يتوقف على مدى تمسك الحكومة بالعناصر اللازمة لاستقرار الملكية الخاصة. أما المفاهيم والسياسات الحكومية الغامضة أو المتضاربة فإنها قد تعرض عملية الخصخصة لمخاطر وانتكاسات كبيرة. ولذلك أصبح من المحتم أن تفهم هذه الحكومات طبيعة الملكية الخاصة وأنواعها والقيود على تدخل الحكومة فى حقوق الملكية الخاصة.
يتسم مفهوم الملكية بالتعقيد فى أى نظام اقتصادى لأسباب كثيرة:
أولا:    إن الملكية لا تقتصر على ما هو مملوك فقط، لكنها حزمة من الحقوق والعلاقات التى تترتب عليها حقوق الملكية. ولذلك فإن ما يطلق عليه لفظ "الملكية" هو فى الواقع "حقوق الملكية". وهذه الحقوق هى التى تجيز للشخص استخدام الشيء المملوك والتمتع به والتخلص منه حسبما يراه مناسبا.
ثانيا:    إن الملكية تشتمل على مجال عريض من الأصول، بعضها أصول مادية كالأراضى والعقارات والبعض الآخر أصول معنوية مثل أسهم الشركات، والحقوق الفكرية، والسمعة التجارية للشركة. وحتى الحق فى اكتساب أسباب الرزق قد يدخل فى نطاق ملكية المصالح. وهناك مفاهيم أخرى للتملك أكثر تعقيدا، منها مختلف أشكال الملكية والمصالح مثل المشاركة فى الملكية، والضمانات، والرهن العقارى وحقوق استعمال العقارات (حقوق الارتفاق). وعلاوة على ذلك فإن نظرة المجتمع إلى الملكية تخضع للتغيير بمرور الوقت، والولايات المتحدة هى أكبر مثال على ذلك.
فى فترة تكوين الولايات المتحدة الأمريكية كانت أهمية حماية الملكية الخاصة تتصدر المناقشات حول حقوق المواطنين وسلطة الحكومة. ونتيجة لذلك قامت فلسفة الملكية التى تعتبر أساس النظام الأمريكى على أهمية الحريات الفردية، وتحديد سلطة الحكومة، وإطلاق حق الناس فى الملكية. هذا المفهوم الواسع للملكية تجاوزالملكية المادية للممتلكات الخاصة ليشمل حرية المصالح كما وضع حدود تدخل الحكومة فى ملكية مواطنيها، وهو ماعبر عنه جون لوك John Locke فى بحثين أعدهما عن الحكومة وكان لهما تأثير عميق على جيل الأباء الذين أسسوا الولايات المتحدة. ومنذ القرن السابع عشر ساهم جيمس هارينجتون المصلح الاجتماعى اليوتوبى ، وسير ويليام بلاكستون رجل القانون البريطانى المعروف فى وضع مفهوم الملكية. فبينما تصور هارينجتون مجتمعا تقوم العدالة فيه بصفة جزئية على التوزيع المتساوى للثروة، قال بلاكستون إن حق المالك فى استخدام ما يملكه ليس حقا مطلقا.

الحياة والحرية والملكية

دخلت هذه المفاهيم فى التعديل الخامس لدستور الولايات المتحدة الذى أحدث توازنا بين حقوق الملكية العامة والملكية الخاصة. وينص التعديل الخامس على أنه لا يجوز "حرمان أى شخص من الحياة أو الحرية أو الملكية إلا بالطرق القانونية، ولا يجوز نزع الملكية الفردية او الاستيلاء عليها للاستخدام العام دون تعويض عادل." ويتطلب الشرط الأول "إلا بالطرق القانونية" أن تكون الاجراءات عادلة.  أما الشرط الثانى الذى يعرف بـ "الاستيلاء" أو "حق الاستيلاء العام" فيتطلب أن تقدم الحكومة تعويضا عادلا عندما يؤدى تصرف أو تشريع حكومى إلى حرمان صاحب الملكية من استخدام ما يحوزه أو يمتلكه.
تسمى سلطة الحكومة على تنظيم الملكية الخاصة "سلطة الأمن العام Police Power"  ولا بد أن تكون ممارسة هذه السلطة وفقا للدستور والقوانين السارية.  وتعتبر اللوائح البيئية والعمرانية أمثلة لسلطة الحكومة على تنظيم أنشطة مالكى الأراضي. فمن المعتاد فى الولايات المتحدة أن يقوم أصحاب الأرض بتقديم طلبات إلى مجالس التنظيم العمرانى المحلية للحصول على تصاريح تغيير أسلوب استغلال الأراضى التى يمتلكونها.  إلا أن المجلس فى بعض الحالات قد يمنعهم من التصرف فى هذه الأراضى إذا كانت تتميز بجمال طبيعي خاص أو كانت تحتوى على موارد معينة. وليس لهؤلاء الملاك الحق المطلق فى استخدام أملاكهم كما يريدون إذا كان ذلك يلحق الضرر أو الأذى بأرواح الغير أو بممتلكاتهم، لدرجة أنه من الممكن أن يحصل المتجاوزون (الذين يدخلون اراضى الغير دون وجه حق) على تعويض قضائى مقابل الاصابات الناجمة عن أخطار يمكن التنبؤ بها. ومن ناحية أخرى، فإن المالك الذى يعترض على مصدر إزعاج كالمطار مثلا قد لا يحصل على تعويض قضائى أو أى تعويض آخر إذا كان المصدر موجودا قبل امتلاكه لتلك الأرض.
وما تزال مسألة سلطة الحكومة على الملكية الفردية فى الولايات المتحدة حتى يومنا هذا خاضعة للتفسير والتعديل بصفة مستمرة. ففى قرار مفاجئ صدر هذا العام، على سبيل المثال، قضت المحكمة العليا أن للولاية سلطة مصادرة الممتلكات الشخصية أو العقارية او سلطة الاستيلاء عليها اذا استخدمها الفرد فى نشاط اجرامى حتى ولو لم تكن الممتلكات مركزية بالنسبة للجريمة أو كانت ملكيتها مشتركة مع شخص آخر أو مع طرف برئ. ولا يعتبر هذا القرار انتهاكا لشرط ضمان استعمال الطرق القانونية  أو شرط الحصول من الحكومة على تعويض عادل.

المشاركة فى المنفعة

تبرز مسألة حقوق الملكية إلى المقدمة فى الدول التى تتحول إلى اقتصاد السوق الحر، لأن هذه الحقوق تعتبر من صميم خصخصة أصول الدولة. إلا أن هذه العملية معرضة للخطر فى دول مثل روسيا حيث لا يتم اقتسام المنفعة على نطاق واسع مع المواطنين.  فقد يكون إصدار الأسهم مثلا لمن كانوا يعملون فى مؤسسات كانت مملوكة للدولة مسألة تتماشى مع نص الخصخصة ولكنه بالتأكيد يختلف مع روحها. وفى نفس الوقت، هناك دول أخرى تعرضت فيها بعض المؤسسات العامة للنهب  بدلا من إعادة توزيع الممتلكات.
ونظرا لأهمية حقوق الملكية، يعتبر الفهم الأساسى لأنواع الملكية ضروريا لكى تتجنب الأسواق الناشئة الأخرى الوقوع فى مآزق مماثلة. وفيما يلى عرض مبسط لأربعة أنواع رئيسية من الملكية.
الملكية العقارية (أو الأموال الثابتة) Real property “realty”: هى الأرض بصفة عامة وما يوجد عادة فى الأرض أو عليها مثل النفط والغاز والمعادن والأشجار. ولأن الأرض تعتبر من الناحية العاطفية بمثابة "الروح" بالنسبة للأمة فإن كثيرا من الحكومات التى أصبحت الآن تسمح بالملكية الخاصة للأرض لا تبيح للأجانب أن يتملكوها.
و بالاضافة إلى البيع، هناك استعمالات اقتصادية أخرى للأرض مثل الإيجار. فلو قام مالك الأرض بتأجيرها لمستأجر أصبح يشغلها بالفعل فإن هذا التصرف قد يثير قضايا تتعلق بالملكية فى مقابل الحيازة. فمالك الشقة الذى قام بتأجيرها مثلا لا يتمتع بالحق المطلق فى دخولها. وبالتالى، من الضرورى أن تضع الدول قواعد واضحة المعالم لا تتوقف فقط عند عمليات بيع وشراء وتعمير الأراضى بل تشمل ايضا الإيجار والتأجير. هذه القواعد لا توجد فى فيتنام مثلا حيث تسمح الحكومة للأفراد والشركات بتأجير الأراضى وهى، طبقا للقانون، ملك الشعب. ورغم ذلك لا يحق للمستأجرين استخدام شهادات حق استغلال الأراضى كضمان مقابل الحصول على قروض.
بالإضافة إلى التأجير، يجوز للأفراد الحصول على حقوق استعمال الأراضى (أو حقوق الارتفاق) مثل الطرق التى تجتاز أرضا مملوكة للغير. وهذا الحق لا يمثل ملكية، ولكنه يمثل منفعة أو مصلحة فى الأرض تعطى الشخص حق دخول أرض الغير لغرض محدد. وهذا الوضع يشبه إلى حد كبير منح ترخيص لاستعمال علامة تجارية.
الملكية كأداة ضمان Property as Collateral: تلعب الملكية فى اقتصاد السوق دورا رئيسيا لمساعدة الأفراد والمؤسسات على الحصول على تمويل. ويحصل المقرض على ضمان لحقه فى الأرض المملوكة للمقترض حسب شروط العقد. وفى هذه الحالة تسمى هذه الأرض "الضمان الإضافى collateral" . ويمكن ضمان القروض العامة بأى أصول يقبلها المقرض كالسيارات أو المجوهرات. وكذلك يمكن استخدام الممتلكات الشخصية "المنقولات" كضمان إضافى. ويمكن تعريف المنقولات بصفة عامة على أنها ممتلكات ليست عقارية وتوصف فى الغالب بالسلع. أما "الأموال المنقولة chattels" فتعتبر ممتلكات شخصية مادية.
وفى حالة قروض الاسكان يتم ضمان القرض عن طريق "الرهن". والرهن هو قيد يفرض على ملكية المدين العقارية التى هى موضوع الدين. ويمكن أن يؤدى الفشل فى التسديد وانتهاك عقد الرهن إلى حصول المقرض (البنك أو شركة الرهن المصرفى) على حق الحيازة والملكية التامة للمسكن من خلال عملية إسقاط الحق والمصادرة.
أصبحت القروض المضمونة أكثر انتشارا فى الدول التى كانت شيوعية. إلا أن بعض هذه القروض أثارت فى روسيا موجة من الخلافات حول بعض حالات الخصخصة التى تمت مؤخرا والتى تمت هيكلتها كقروض بدلا من شراء حقوق الملكية فى الشركات التى كانت مملوكة للدولة ثم تم بيعها. وبدلا من شراء حقوق الملكية، قدم المستثمرون المهتمون قروضا للحكومة الروسية بضمان أسهم فى رأسمال الشركات التى تمت خصخصتها. وأصبح من حق المقرضين الاستيلاء على أسهم رأس مال تلك الشركات فى سبتمبر 1996 إذا لم تتمكن الحكومة الروسية من تسديد ديونها. ويرى كثير من الروس أن تلك الصفقات وأمثالها كانت تتم بطريقة غير سليمة لتسهيل حصول البنوك والشركات على ملكية تلك الشركات التى يباركها موظفو الحكومة.
الملكية الاعتبارية corporate ownership: حق الملكية فى شركة مدرجة فى سجل الشركات يمكن أن يخول الحق فى نوعين مختلفين من الملكية: الأصول المادية (الملموسة) أو الأصول المعنوية (حصص رأس المال). وتصبح الملكية المعنوية ملكا لحامل الأسهم وهو حر فى بيع أسهمه لمن يشتريها ما لم يكن هناك اتفاق يمنع تحويلها. (وينتشر استعمال هذا المنع فى الشركات الصغيرة التى يريد مؤسسها أن يعرفوا الزملاء الذين سيشاركونهم فى ملكية الشركة وأن يوافقوا عليهم). ويؤدى عرض و/أو بيع حصص رأس المال فى الولايات المتحدة إلى استخدام قوانين مشددة للأوراق المالية، وهذه القوانين فى جوهرها عبارة عن اجراءات القصد منها حماية المستهلك.
الملكية الفكرية intellectual property  : فى الاقتصاد العالمى المتزايد أصبحت حقوق الملكية الفكرية مثل حقوق الاختراع والعلامات التجارية وحقوق التأليف أحد الأصول القيمة التى تزداد أهميتها باستمرار. ويؤدى نقص التنظيم إلى فقدان الحافز لتطوير العلامات والأعمال الأدبية والاختراعات. ولهذا السبب تصمم حقوق الملكية الفكرية لحماية قيمة الأصول، وتتم حمايتها فى الولايات المتحدة عن طريق القوانين المحلية. أما على الصعيد الدولى فإن حمايتها تتم من خلال مختلف الترتيبات ومنها معاهدتى بيرن وباريس واتفاقية مدريد.
زادت الأهمية الحالية للملكية الفكرية حتى أصبحت أداة مخففة للخلافات التجارية الدولية. ومن أمثلة ذلك الخلاف الذى نشب بين الولايات المتحدة وجمهورية الصين الشعبية حيث هددت واشنطون مؤخرا بفرض عقوبات تجارية ضد الصين تقدر بنحو 1.08 بليون دولار، وهى أكبر عقوبة تجارية لوحت بها الولايات المتحدة. وهناك مثال آخر وهو تسوية قضية الخلاف التى رفعتها الولايات المتحدة ضد اليابان بسبب اتهامها بالقرصنة والقيام بالتسجيلات الصوتية منذ 1946 حتى 1971 باعتبار ذلك انتهاكا لاتفاقية جولة أوروجواى حول الجوانب المتصلة بالتجارة من حقوق الملكية الفكرية. وكذلك يتضمن قانون التجارة الأمريكى (الجزء 301) نصا يتطلب التعرف كل سنة على الدول التى لا توفر الحماية الفعالة لحقوق الملكية الفكرية وعلى الدول التى توجد فيها ممارسات واجراءات تضر بمصالح الولايات المتحدة وتعتبر مكلفة بالنسبة لها. ومن الممكن أن يترتب على ذلك اجراء تحقيق تلقائى بموجب الجزء رقم 301 فى إطار زمنى قصير مع تحديد مواعيد نهائية للتحقيق والرد بالمثل.

التشريع.. أحد مكونات إنفاذ الملكية الفكرية

التشريع هو أحد مكونات إنفاذ الملكية الفكرية، ولكى يكون قانون الملكية الفكرية مؤثرا لا بد أن يكون هناك ترابط منطقى بينه وبين نطاق أوسع من القوانين المدنية والجنائية، وأن يقوم عليه محامون مدربون على هذا المجال القانونى، وأن تعمل على إنفاذه كيانات حكومية.

أنفاذ القوانين هو الأساس

لكى تكون القوانين مؤثرة، لابد من إنفاذها. ولذلك لا بد أن تكون للحكومة مؤسسات وآليات لحماية الملكية الخاصة.  ففى الولايات المتحدة على سبيل المثال توجد أنواع مختلفة من آليات إثبات الملكية فى مختلف الظروف. وهناك سجل فيدرالى لملكية الحقوق الفكرية للعلامات التجارية، والمواد المحمية بحق الطباعة، وبراءات الاختراع. ويتم الحصول على سند الملكية كدليل على ثبوت ملكية العقارات والسيارات. كما تعتبر شهادات الأسهم نوعا آخر من أنواع إثبات الملكية. وتوجد فى المحليات مكاتب للسجل العقارى لتسجيل ملكية الأراضى مع الاحتفاظ "بسلسلة" ملكيتها لكى تتمكن الأطراف المعنية من التأكد من صحة الملكية.
وكذلك يعتبر استقلال القضاء من المسائل الأساسية. ويقوم المواطنون فى الولايات المتحدة برفع قضايا ضد الحكومة أمام القضاء تتعلق بالاستغلال الحكومى للأراضى والتقسيم إلى مناطق وأحياء والنزاعات التى تنشأ حول حق الاستيلاء العام أو اليد العليا. ومن الممكن أن يتم الدفاع عن حقوق الملكية التقليدية من خلال الاجراءات القانونية القوية. وخلاصة القول أنه لا يمكن للحكومة الحجز على الملكية دون محاكمة عادلة.


الأربعاء، 14 ديسمبر 2011

نظام النقد الدولي (7): عجز الا قتصاد الأميركي ينذر بأ زمة خانقة

نظام النقد الدولي (7): عجز الا قتصاد الأميركي ينذر بأ زمة خانقة

نحن لا نستطيع أن نضع مقارنة، بين هذه الفترة الحالية من نظام النقد الدولي، مع الفترة ما بين الحربين العالميتين، ولكننا نرشحها لذلك، إذ العالم بأسره الآن يتطلع إلى البديل، بل يتطلع إلى العودة إلى الجذور والقواعد المالية القديمة السليمة من العيوب.

إن تطبيق نظام القاعدة الذهبية يُوفر المساواة في المعاملات في السياسة المالية الخارجية، بين الدول بعضها مع بعض، دون أن تتحكم دولة بدولة أخرى، ولو كان بينهما فوارق في الإنتاج الصناعي والزراعي؛ لأن الرجوع في النهاية، والاحتكام في المعاملات، يرتبط بجهة غير متحيزة، وتمتلك آلية التصحيح والتوازن تلقائياً، دون تدخلات سياسية، وهي الذهب.
وأما المعاملات الداخلية التي ترتكز إلى قاعدة الذهب، فإن الأوراق النائبة التي يصدرها البنك المركزي المحلي، فإنها تأخذ قوة الإبراء ذاتياً من نيابتها عن الذهب، فتوجد الضمانة تلقائياً من الخوف من تقلبات أسعار الصرف، كما تكون الثقة في النقود ذاتها عند المتعاملين مع الدول الأخرى.
إنه من الصعب أن يتزحزح الدولار عن قمة الاقتصاد العالمي دون أن تهتز الركائز والدعائم التي تدعمه ويرتكز إليها.
لقد حان الوقت لسحب البساط من تحت أقدام الدولار، وواتت الظروف التي يجد الدولار مزاحماً له في ساحة المال عالمياً، وجاء اليوم الذي ينتظره العديد من الدول، من أصحاب المال والشركات، لينزل الدولار عن عرشه، ويهبط عن مركزه، وتغلق أمامه مساحات واسعة تتمتع باقتصاد زاهر وإنتاج وافر. لقد وجدت الثنائيةالنقدية، وانتهت القطبية الانفرادية، بمجيئ اليورو، وطرحه في الساحة الأوروبية، ثم في الساحة العالمية.
جراء أحداث 11 أيلول 2001، وما تبعها من إعلان إفلاس العديد من كبريات الشركات الأميركية نتيجة الاختلاس والتلاعب، ونتيجة الرؤية لمستقبل مظلم وسياسة متعثرة، فقد المستثمرون الدوليون الثقة في الاقتصاد الأميركي بوجه عام، وفي جدوى الاستثمارات في الأوراق المالية الأميركية على وجه الخصوص، بسبب تقييم الأسهم والسندات الأميركية بأعلى من قيمتها الحقيقية، وانخفاض العوائد على الأصول الدولارية بسبب التخفيضات المتتالية لسعر الفائدة، فقد جرى التخفيض في أسعار الفائدة إحدى عشرة مرة في غضون اثني عشر شهراً عام 2002، وهو أكبر خفض في تاريخ الولايات المتحدة الأميركية، ما أوجد الركود في السوق المالية الأميركية، وتحويل المستثمرين للاستثمار في أوروبا وشرق آسيا.
ويتضح ما لذلك من تأثير إذا علمنا أن المستثمرين الأجانب يملكون 13% من سوق الأسهم الأميركي، و24% من سندات الشركات الأميركية، و40% (800) مليار دولار من سندات الخزينة الأميركية.
وقد ساعد في زعزعة سلطة الدولار، والضعف الاقتصادي الأميركي، احتلال أميركا للعراق، وعدم تحقيقها الوضع الآمن المستقر، بفعل المقاومة القوية لقوات الاحتلال. وهذا الوضع لم يمكن الشركات الأميركية من نهب ثروات العراق التي جاءت من أجلها، ولم يمكنها كذلك من الاستثمار الآمن، فتضاعفت النفقات الهائلة للآلة العسكرية، دون مردود مناسب، كما كان في حسبان أميركا، يضاف إلى ذلك إحساس حلفاء أميركا التقليديين بأن أميركا تستحوذ على كل المكاسب، ولم تترك لهم نصيباً، فوقفوا موقفاً منافساً لها لاقتسام المصالح والنفوذ. وحيث إن أميركا لم تدخل العراق لتقاسم غيرها في نهب ثرواته، ولم تدخله باتفاق دولي؛ لذلك اهتزت العلاقات الدولية، حتى مع حلفاء أميركا التقليديين؛ لأن كل هذه الدول رأسمالية. ومقياس الرأسمالية هو المنافع المادية، تقتتل وتتصالح عليها، وهكذا اهتزت العلاقات الدولية وأخذ هذا الاهتزاز في العلاقات ينعكس على اقتصاد أميركا داخلياً وخارجياً؛ لأن أعمدة الاقتصاد الأميركي، وهي الشركات الكبرى العملاقة، جذورها في أميركا، وفروعها في كل بقعة في العالم، وأسلوبها الجديد، في الاعتماد على القوة العسكرية، والتهديدات العسكرية، عكّر أمامها الأجواء، وعتّم عليها الرؤية السياسية، وأصبحت الأرضية التي فرضتها من جعل العالم قرية كونية واحدة ترفض استقبالها، وتنفر من التعامل معها، وهذا أخذ ينعكس ويظهر جلياً على دولارها، وعلى اقتصادها، وعلى مؤسساتها وشركاتها.
إن خطة التوسع التي تتبعها أميركا، والهيمنة التي تريد تحقيقها، والاستراتيجية الجديدة التي تسير عليها، تفرض عليها أن تؤمن أولاً ما يزيد عن (20) مليون برميل من النفط، هو الاستهلاك اليومي للولايات المتحدة الأميركية، فهي تأخذ من بترول الشرق الأوسط ما مقداره (12) مليون برميل يومياً، وهذا يعني العمل على خلو منطقة الشرق الأوسط من أي مزاحمٍ لها، وهذا يكلفها غالياً، ويجلب لها المعاناة التي تورطت فيها الآن، ولن تخرج منها طواعية إلا بتصفيتها نهائياً من هذه المنطقة التي تلفظ الآن كل ما له علاقة بأميركا. ويثبت هذا أن المنطقة أخذت تجاهر بلفظها للأنظمة القائمة فيها؛ لأنها توالي أميركا، وتسهل لها تنفيذ خططها، وتحرس لها مصالحها.
فسياسة أميركا المتبعة الآن في منطقة العالم الإسلامي، تثير مكامن الحقد، وتحرك سواكن البغضاء في نفوس الشعوب، وتدفع بهذه الشعوب إلى العودة إلى منطقة الإيمان عندها، فها هي العقيدة الإسلامية أصبحت هي الوحيدة التي تتحرك من خلالها كافة شعوب المنطقة، بالإضافة إلى العداء المصلحي ضد أميركا، من الدول الأخرى الطامعة في المنطقة، وما يترتب عليه من مضايقة دولية للسياسة الأميركية.
كل هذه الأمور مجتمعة تؤدي إلى زيادة الضغط على ميزان المدفوعات الأميركي، إذ قد وصل العجز إلى (500) مليار نهاية سنة 2003.
وانخفاض حجم المعاملات الدولية مع الولايات المتحدة يقلص حجم الصادرات الأميركية، وهذا أيضاً يساهم في زيادة العجز في الميزان التجاري الأميركي.
لقد مثل ميلاد العملة الأوروبية الجديدة الموحدة (اليورو) بديلاً مناسباً عن الدولار للاستثمار، وإتمام المعاملات، والاحتفا ظ بالاحتياطي الدولي في كثير من مناطق العالم؛ ولذلك فقد اتجه المستثمرون، والبنوك المركزية في العالم، للتحول من الدولار إلى اليورو، وهذا سيؤثر كثيراً على وضع الدولار وقيمته، وليس أدل على ذلك من ارتفاع قيمة اليورو، من (84) سنتاً في فترة سابقة إلى (125) سنتاً أواخر العام 2003.
فكيف إذا ظهر منافس جديد إلى ساحة المال والاقتصاد العالمية، يتمتع بعوامل متعددة من القوة، وهو «الدينار الذهبي الإسلامي»؟
إن منطقة العالم الإسلامي هي الساحة الحقيقية ، والمجال الحيوي، للتحركات المالية، والمعاملات التجارية، وهي في حقيقتها منابع الثروات البترولية. وكل الجهات المتوفر لديها إنتاجات صناعية وزراعية ترمي بها في هذه الأسواق؛ لأنها جميعها أسواق استهلاكية.
عندئذٍ يكون الدينار الإسلامي هو سيد هذه الساحة الشاسعة لكل هذه المعاملات، وهو في حد ذاته يتمتع بميزة التحدي، نظراً لعمق النظرة الثاقبة، وأهمية الأبعاد التي ترمي إليها تطلعات القائمين على السياسة في دولة الخلافة.
وهناك مناطق شاسعة اقتصادية وتجارية أصبحت أكثر جذباً للاستثمار من الدولار، مثل الصين، والبرازيل، والهند، بالإضافة إلى قيام دول مثل الصين واليابان بإغراق السوق الأميركي بكميات كبيرة من السلع والمنتجات، بأسعار منخفضة.
لقد أزيح الستار، وانكشفت أحجام قيمة الأسهم والسندات في بورصة وول ستريت الأميركية، وهي أكبر بورصة في العالم، بعد سلسلة الفضائح في الشركات العملاقة، والتلاعب في أسهمها، وتحول أرباحها الموهومة إلى خسائر وديون، حيث بلغت خسائر الأسهم خلال الأشهر القليلة الماضية أواخر عام 2002 وأوائل 2003 نحو (7) ترليون دولار تقريباً.
إن أميركا تنتابها الآن هزات سياسية، وهزات اقتصادية، تؤثر في تتابعها، على قوة الاقتصاد الأميركي.
فعندما فرض الرئيس الأميركي جورج بوش رفع الجمارك على الصلب المستورد إلى نسبة 30%، كان هذا القرار يخالف بنود اتفاقية التجارة الدولية، التي أخرجتها هي إلى العالم، فثارت ثائرة أوروبا واليابان، وبعد مشادات سياسية، حكمت محكمة منظمة التجارة الدولية بأن لأوروبا الحق في أن تتخذ إجراءات تتناسب مع إجراءات أميركا، فاضطر بوش إلى إلغاء هذا القرار.
وعندما ظهرت في أميركا حالة ما يسمى جنون البقر، أوقفت (16) دولة استيرادها للحوم البقر من أميركا، وعلى رأسها اليابان التي تستورد ثلث إنتاج لحوم البقر الأميركي.
وإذا أضفنا إلى هذا أن مقدار العجز في الميزان التجاري بين الصين وأميركا يتجاوز (70) مليار دولار لصالح الصين، نرى مدى التعثر في سياسة الاقتصاد الأميركي.
لقد أصبح في حكم المؤكد ما أجمع عليه المحللون، والمراقبون، وخبراء الاقتصاد، أن العجز، الذي يعاني منه الاقتصاد في الولايات المتحدة، لا يمكن علاجه، وهي الآن مرشحة لأن تعود إليها الأزمة الخانقة، وهي أزمة سنة 1929، التي لم ينقذ أميركا منها إلا اشتعال الحرب العالمية الثانية (أنظر الملحق).
هناك علاقة تبادلية بين كل من سعر الدولار، وأسواق الأسهم، حيث يؤثر كل منهما في الآخر، ويتأثر به، فقد أدى ارتفاع الأسهم خلال فترة الازدهار في الاقتصاد الأميركي – فترة التسعينيات – إلى جذب الاستثمارات الأجنبية إلى أميركا، وبالتالي ارتفع سعر الدولار.
وقد عم الاقتصاد بين الأميركيين موجة من التشاؤم، ما أدى إلى عجز في الميزان التجاري بلغ حوالي (417.4) مليار دولار عام 2002، نتيجة ارتفاع الواردات الأميركية، وانخفاض الصادرات، ومن ثم يتسرب التشكيك في قدرة الولايات المتحدة على تمويل هذا العجز.
وقد أعلنت العديد من الشركات الأميركية الكبرى عن تراجع في مبيعاتها، وانخفاض في أرباحها، ووضح الانخفاض الاستهلاكي بشكل واضح نتيجة زيادة أعداد المسرَّحين من العمل، وتعمق حدة الركود الاقتصادي، وارتفاع ديون الأفراد والشركات.
إنه من المعلوم أن هناك ظواهر تعمل على استقرار الاقتصاد العالمي، وتمنع حدوث أزمات مالية في العالم وهي:
ثبات سعر الصرف.
سلامة ميزان المدفوعات.
احتياطي ذهبي كضمانة يتساوى مع الازدهار الاقتصادي للدولة.
هذه ثلاثة العوامل أصابها الاختلال، وأين؟ في الولايات المتحدة الأميركية، التي هي بنفسها فرضت هذه الشروط بموجب اتفاقية بريتون وودز. وبالمقابل:
أصاب ميزان المدفوعات الأميركي عجزٌ هائل.
حصل اختلال في احتياطيها من الذهب حتى أصبح في حالة ذوبان.
اضطرب سعر الصرف حيث أصبح للذهب سعران: السعر الرسمي وهو (35) دولاراً للأونصة، والسعر الحر وهو (44) دولاراً للأونصة. ثم انفلتت أسعار الذهب إلى أضعاف مضاعفة للسعر الذي حددته اتفاقية بريتون وودز، إلى أن ألغى نيكسون نظام الصرف بالذهب كلياً.
وحقيقة حرية السوق، بموجب اتفاقية بريتون وودز، أنه لا يجوز وضع قيود على عملية تحويل العملات (الصرف). فحرية السوق تقتضي حرية الصرف، بدون التدخل من أي جهة أخرى، ولا من صندوق النقد الدولي.
وكان صندوق النقد الدولي قد منع التكتلات النقدية ليضرب منطقة الإسترليني والفرنك، غير أن حرية السوق استدعت وجود ما سمي بالنوادي المالية، مثل نادي باريس الدولي.
ولكن الجنرال ديغول خرج عن الطوق، وأراد الانتقام لكرامة فرنسا، فبدأ بتشكيل منظمة الفحم والفولاذ، التي تطورت فيما بعد إلى السوق الأوروبية المشتركة، التي أصبحت تشكل الاتحاد الأوروبي سياسياً واقتصادياً.
وتكون فرنسا (ديغول) بذلك قد كسرت قاعدة مهمة حرصت أميركا عليها، وهي عدم وجود تكتلات نقدية، أو تكتلات اقتصادية، فكانت السوق الأوروبية المشتركة – وهي تتألف من خمس عشرة دولة، كما انضم إليها عشر دول أخرى من أوروبا الشرقية – تكتلاً تخشاه أميركا حيث جرّ لها المتاعب الاقتصادية فيما بعد مثل: قضايا الموز، واللحوم المسمنة وغيرها. ثم بعد ذلك أصدرت نقداً جديداً هو (اليورو) يسبح في ساحة واسعة ومزدهرة، وكان هذا قاصمة الظهر للدولار الأميركي.
ومن الجدير ذكره بيان كيفية نشوء اليورو واعتماده نقداً في أوروبا.
ملحق رقم (1):
أزمة سنة 1929
دخل البيت الأبيض الرئيس (هربرت هوفر) 1929-1933 وهو جمهوري، دخله في ظروف ازدهرت فيها الحالة، وأينع الاقتصاد، وأشرقت فوق الأرض الأميركية شمس دافئة ترسل الميزات والمنافع مع إشعاعها؛ فالمظاهر كلها يومذاك دلت على انتشار الرخاء، ونهوض المجتمع. وقد أقبل الناس على السندات المالية يبذلون فيها ملايين لا تحصى من الدولارات، حتى ارتفعت أثمانها ارتفاعاً خيالياً، وعجزت المصانع عن الوفاء بما ينهال عليها من طلبات، ولم تستطع أن تقدم للملايين ما يلحون في طلبه من السيارات والبرادات والراديوات والأفران، ونشطت حركة البناء... وبدت الدنيا كالعروس الرافلة في حلتها الزاهية، وبدا العصر كأنه انبعاث مذهل لحضارة الإنسان الأميركي.
ولكن القدر كان بالمرصاد، فعلى حين غرة جاءت الصدمة المروعة:
ففي الرابع والعشرين من تشرين الأول 1929 تداولت الأيدي أكثر من اثني عشر مليون سلعة في موجة هستيرية من موجات البيع والشراء.
وجاءت الطامة الكبرى في التاسع والعشرين من الشهر نفسه، فانخفضت الأسعار وتدهورت، وأصبح السند بمثابة القذى في العين، وما حل اليوم الأخير من الشهر المذكور حتى بلغت الخسائر في السندات زهاء خمسة عشر بليون دولار، وكانت الخسائر في نهاية العام تزيد عن أربعين بليون دولار.
وخسر الملايين من الناس مدخراتهم وجميع ما وفروه في حياتهم، ولم يك هذا كل ما في الأمر، بل إن البيوت التجارية أوصدت أبوابها، والمصانع أوقفت أعمالها، والبنوك ضعفت حالتها، وأخذ ملايين العمال العاطلين عن العمل يجوبون الشوارع بحثاً عمّا يسد الرمق! كل شيء تدهور بسرعة البرق، وكل شيء أصيب بنكبة لا مثيل لها. فما هي أسباب هذا الفزع المباغت؟ ما أسباب هذا التفكك الاقتصادي المريع؟ إنها أسباب تجاوزت طبيعة الضائقات المالية.
أول هذه الأسباب:
(1) إن طاقة الإنتاج كانت أعظم بكثير من الاستهلاك القومي.
(2) إن سياسة التعرفة وقروض الحرب الحكومية أنقصت إلى الحد الأدنى من قوة استيعاب البضائع الأميركية في الأسواق الخارجية، بل تلاشت هذه القوة تماماً عندما اجتاحت العالم بأسره موجة ضيق اقتصادية عارمة.
(3)سياسة القروض التي كان من شأن التمادي فيها تضخم القروض، وممارسة عادة الشراء بالتقسيط، حتى إن القروض الحكومية والخاصة بلغت رقماً خيالياً يتراوح بين مائة ومائة وخمسين بليون دولار.
وكذلك فإن التدهور الزراعي والبطالة الصناعية، والاتجاه إلى تركيز الطاقة والمال في مؤسسات معينة، كل هذا خلف اقتصاداً قومياً غير سليم ولا آمن.
واتضح في عام 1932 أن عدد العاطلين عن العمل تجاوز الاثني عشر مليون عامل، وأوصدت آلاف المصارف أبوابها في وجوه العملاء، وانحلت عرى العديد من الشركات الصناعية والتجارية، وانحطت قيمة المنتوجات الزراعية وتدنت الأسعار إلى حد لم يسبق له مثيل في تاريخ البلاد. (عن كتاب تاريخ الولايات المتحدة ص 332)

الخميس، 21 يوليو 2011

خيارات لزيادة الربح قوقل ادسنس

خيارات لزيادة الربح
معلومات عن القنوات
القنوات مثل الفئات التي تسمح لك بتجميع الوحدات الإعلانية وفقًا لرغبتك -- على سبيل المثال، حسب الألوان أو الفئات أو الصفحات. يمكن أن يقدِّم لك استخدام القنوات تقارير مفصَّلة عن أداء وحدات إعلانية وصفحات معيَّنة.

إليك بضعة أنواع من التتبع يمكنك تنفيذها باستخدام القنوات:

•تتبع أداء أحد إعلانات من شكل ليدربورد في عدة صفحات مقابل أحد الإعلانات من شكل بانر في صفحات أخرى
•مقارنة إجمالي أرباح الإعلان من صفحات الدرجات النارية مقابل الأرباح من صفحات السيارات.
•إنشاء قناة لتتبع كل نطاق من النطاقات المختلفة، بحيث يمكنك معرفة مصدر النقرات التي تتلقاها.
وعلى الرغم من إمكانية استخدام القنوات لتتبع الأداء والعائد، فليس لها أي تأثير في أرباحك أو لا في استهداف الإعلانات.


--------------------------------------------------------------------------------

اختيار نوع القناة: قناة URL أو قناة مخصّصة
هناك نوعان من القنوات: قنوات URL، والقنوات المخصصة.

قنوات URL
تتتبع قنوات URL أداء صفحات معيَّنة في موقعك.

القنوات المخصّصة
تتتبع القنوات المخصَّصة أي وحدات إعلانية تختار تجميعها معًا، مما يسمح لك بالحصول على تقارير مفصَّلة ومخصَّصة. يمكنك أيضًا تحويل أية قناة مخصَّصة إلى موضع إعلان يمكن للمعلنين اختياره لعرض إعلاناتهم عليه.

ما نوع القناة التي ينبغي أن أستخدمها؟

إذا كنت ترغب في البدء في استخدام القنوات بسرعة، فننصحك باستخدام قنوات URL.

إذا كنت تمتلك موقع ويب مرتبط بأحد النشاطات التجارية، أو إذا كنت تحب التقارير القوية بشأن الألوان أو الأشكال أو الأماكن الأكثر فعالية في موقعك، نحن ننصح بشدة باستخدام القنوات المخصَّصة.

جوان-2012

Review www.molta9a-arab.blogspot.com on alexa.com

 
Design by Free WordPress Themes | Bloggerized by Lasantha - Premium Blogger Themes | Hostgator Discount Code تعريب : ق,ب,م