الأحد، 29 يوليو 2012

فقاعات دول الخليج العربي متى تنفجر وحل الوضع المزري لأمة العرب المتفككة

حضارة وتقدم أي بلد في العالم لا تقاس فقط بعدد وضخامة الأبنية العالية الجميلة أو نظافة شوارعها وكبر حجم السيارات التي تسير فيها أو حرية التعامل مع بورصة الأوراق المالية أو زيادة مظاهر الرفاه الكارتوني بل الحضارة تعتمد على تقدم رأس المال البشري والعطاء الإنساني وليس حجم رأس المال الورقي النقدي، تعتمد على وجود قواعد ومعامل صناعية إنتاجية عسكرية ومدنية سليمة ومتينة راسخة، تعتمد على التطور العلمي المستمر في جميع مرافق الحياة والبنية الإجتماعية والسياسية والإقتصادية والعسكرية، تعتمد على وجود مراكز العلم والبحوث الصناعية والطبية والإجتماعية التي تدفع عجلة التقدم الى أمام وتؤمن إستمرارية تقولب المضمون الحضاري ضمن الظروف المستحدثة والمختلقة تجريبيا، وأخيرا تعتمد على وجود القوة العسكرية الذاتية التي تستطيع ان تدافع عن منجزات العطاء الحضاري.  

سمعت قبل عدة أشهر خلال زيارة إستقصائية قمت بها في غرف الإنبطاح والتسكع البالتوكية للتعرف عن ما يدور من أحاديث هناك حول ما يجري في وطننا المغتصب. من جملة ما سمعت كان الكثير من الحوار والسجال الطوباوي السطحي عن التقدم الحضاري والعمراني في دول وإمارات الخليج العربي مقارنة بما حصل في العراق خلال الخمسة وثلاثون عاما من حكم البعث فيه. المقارنة التي حصلت خلال الحوار - عدا تلك السياسية الفارغة التي لا أتطرق لها في هذا المقال - كانت منصبة حول جدارية التقدم وليس باطنه أو جوهره لأن المتحدثين وكما يفهم من سيل الحديث كانوا من المعارضين للنظام الشرعي السابق ويحاولون بقدر المستطاع وبالطرق الملتوية توجيه أصابع اللوم والإتهام له على كل ماحصل في العراق من سلبيات دون أن يكون لهم أي خلفية ثقافية ومنطق علمي سليم للكلام والحديث الموزون، بكلمة أخرى أنهم كانوا مجاميع من المتسكعين محترفي الكذب والتلفيق السياسي والأدبي والأخلاقي، وياكثرتهم هذه الأيام  في ظل ديموقراطية عهر الإحتلال الصهيوأمريكي الفارسي. معظم ما ذكر على ما أتذكر في حديث تلك الجلسات البالتوكية المقارنة هو جمال العمارات الضخمة ومكيفات تبريد الهواء في دول وإمارات الخليج العربي مقارنة بالحالة في العراق، نظافة وسعة الشوارع هناك، كبر حجم السيارات المرفهة حديثة الموديلات التي تجوب تلك الشوارع، بورصة المضاربات المالية ...الخ لم يتطرق أحد الى مواضيع مهمة مثل التقدم الإجتماعي والعلمي والثقافي والتطور الإقتصادي والصناعي والأبحاث الطبية، وعن بناء المصانع الإنتاجية الثقيلة والدقيقة أو عن مواكبة التطور في الصناعات الأليكترونية وعلم الفضاء وأعماق البحار .... الخ

ما هي حقيقة أوجه التشابه والخلاف بين العراق ودول الخليج العربي؟
التشابه الوحيد الذي استطيع أو أتجرأ أن أذكره هو أن معظم سكان العراق ودول وإمارات الخليج العربي الأصليين هم من العرب وغالبيتهم مسلمين لكن في العقود الأخيرة ومع الأسف فقدت العديد من دول وإمارات الخليج العربي هذه الخاصية حيث أصبح عدد الأجانب المقيمين والعاملين فيها يفوق بكثير عدد العرب الذين أصبحوا اقلية في أوطانهم. إقتصاديا، العراق ودول الخليج العربي يمتلكون مخزون نفطي كبير. أوجه الخلاف كثيرة جدا منها الثقافية والإجتماعية والعلمية والأدبية والتاريخية ودرجة الوعي القومي.

يبدوا أن الأكثرية من سكان دول وإمارات الخليج العربي مثقفين وغير مثقفين لا يمتلكوا فهم متكامل للوعي والإنتماء القومي وإن تعاطفهم مع المشاكل والأزمات التي تمر بها الأمة العربية تعاطفا سطحيا بينما الأكثرية من عرب العراق – عدا أولئك الجهلة الذين إرتموا في إحضان المد الصفوي - مسلحين بهذا الوعي نتيجة الى التربية الوطنية وتفاعلهم مع أحداث الأمة العربية تفاعل إيجابي.  تاريخيا، العراق هو مهد الحضارات ومنبع العلم والمعرفة. العراقيون بنوا المدن وعملوا في الزراعة والصناعة وتدجين الحيوان، وإخترعوا الكتابة والعجلة وسنوا القوانين وأوجدوا علم النجوم وأبدعوا في علم الرياضيات والطب والكيمياء .....الخ وبزغت في أرض الرافدين على الأقل خمسة إمبيراطوريات عظيمة. ماعدا بزوغ نور الإسلام في شبه الجزيرة العربية، فإن دول الخليج تفتقر لمثل هذا التاريخ المجيد الذي نفتخر به كعرب وكعراقيين رغم إعتبارنا وإعترافنا بأن تاريخ العراق العربي والإسلامي هو إمتداد خصب لكل العرب.

النظم السياسية التي تحكم دول وإمارات الخليج العربي هي نظم عائلية تمتلك وتسيطر فيها العائلة الحاكمة أو المالكة على كل إن لم نقل معظم الثروات والموارد الطبيعية وتتصرف بها حسب ماتريد وتهوى وإن معظم هذه الثروات خصوصا النفطية منها إن وجدت مربوطة بعقود إستغلالية مجحفة مع شركات أمريكية وبريطانية تتيح لهذه الشركات التحكم بمصير تلك الإمارات إقتصاديا وسياسيا وأمنيا. دول وإمارات الخليج العربي ضعيفة ومستضعفة عسكريا رغم مشترياتها الكبيرة من الأسلحة الغربية وتعتمد  في حمايتها على وجود القواعد العسكرية الأمريكية في اراضيها والتي تربطها معها إتفاقيات ومعاهدات طويلة الأمد.

النظام السياسي في العراق المستقل ما قبل الإحتلال كان نظام جمهوري وطني وليس نظام ملكي. النظام الشرعي السابق في العراق أمم النفط وحرر إقتصاده من التبعية الأجنبية وسخر إيراداته النفطية لبناء العراق كدولة وكمجتمع ووضع الوطن في صفوف الدول المتقدمة نموا مقارنة بالدول النامية الأخرى ورفع من المستوى الصحي والثقافي والتعليمي وزاد دخل المواطن العراقي وبنى المصانع وطور المزارع حيث أدخل المكننة والوسائل العلمية في الزراعة والصناعات الغذائية. كذلك بني جيش قوي لحماية البلاد وقاعدة علمية متقدمة لتطوير البلد علميا وصناعيا من خلال بناء جيش من العلماء المتخصصين في معظم المجلات التي يحتاجها أي بلد لإختراق حاجز التخلف الحضاري.

نعم هناك تقدم عمراني وحركة تجارية إستهلاكية واسعة ومتقدمة في دول وإمارات الخليج العربي تعتمد بالدرجة الأولى وفقط على إنتاج وتصدير الغاز والنفط والمشتقات البترولية وعلى السياحة التجارية التي أستحدثت في الوقت الحاضر لكن هذا التقدم مقارنة بما حصل في العراق خلال العقدين السابع والثامن من القرن الماضي رغم الحرب الشعواء مع إيران  يعتبر فقاعات سرعان ما تنفجر وينتهي معها كل ذلك التقدم بعد نضوح أبار الغاز والنفط  لأن دول وإمارات الخليج العربي لا تمتلك رأس المال البشري المحلي المتقدم ولا القاعدة الصناعية الثقيلة والخفيفة المتطورة التي تديم ذلك التطور كبدائل حين بزوغ الشدائد. لقد تحولت دول وإمارات الخليج العربي الى أسواق إستهلاكية رخيصة لتصريف البضائع والمنتجات الغربية وإن معظم الموظفين واليد العاملة في تلك الأسواق مستوردة من الخارج والتي ستشكل وتخلق مستقبلا مشاكل إجتماعية ودينية وديموغرافية وسياسية كبير لهذه الدول. بعض المناطق في دول وإمارات الخليج العربي تحولت الى بلاجات للسباحة والتعري وملاهي وأماكن للدعارة الجنسية واللواط، ولعب القمار والميسرة وإحتساء الخمر والسمسرة التجارية والجنسية إضافة الى قواعد عسكرية أمريكية ومراكز للتجسس والتأمر على دول المنطقة. كل هذه التغيرات السلبية التي حصلت في هذا الجزء الغالي من وطننا العربي الكبير هي تغيرات منافية لتعاليم الإسلام الحنيف ولعاداتنا العربية الأصيلة وستؤدي مستقبلا الى كارثة أخلاقية وإنسانية لمستقبل وجود الأمة العربية المجيدة. لم يتوقع الرسول الأعظم (ص) حدوث ما يحدث الأن في ارض الرسالة الإسلامية أرض اصل العرب وأتصور أنه وصحابته الكرام (رض) يتقلبون في مقابرهم، وأرواحهم الجليلة في الجنان العوالي تعتصرها خلجات الألم على المحنة الأخلاقية التي يعاني منها العرب والمسلمين في عصرنا الداعر هذا.

من المظاهر المميزة الأخرى التي يمارسها المواطن في دول وإمارات الخليج العربي هي التعامل في بورصة الأسهم وأسواق المضاربات المالية. هذه الظاهرة الرأسمالية السطحية في هذه الدول الإستهلاكية المتخلفة مشابه للعب القمار والمراهنات في سباق الخيل المدمنة المعرضة للغش والتلاعب التي تلهي المواطن وتبعده عن التفكير بمجريات الأحداث التي تهم مستقبل الوطن والأمة العربية. شراء الأسهم في شركات الدول الرأسمالية الغربية التي تمتلك صناعات خفيفة وثقيلة متطورة جدا يعتبر أيضا نوع من أنواع المخاطرة المالية وسيف ذو حدين مسلط على رقبة المشتري - رغم أن هذه الأموال تستعمل في البحوث من أجل تطوير وتحديث منتجات الشركة أو إختراع إنتاج جديد - حيث يعتمد الربح أو الخسارة في شراء الأسهم على كمية مبيعات إنتاج الشركة في الأسواق المحلية والعالمية التنافسية وربحها الإجمالي المتوقع في فترة زمنية فصلية محددة إحصائيا وعلى كمية السيولة النقدية الساندة التي تمتلكها تلك الشركة أو الشركات. الغش والتلاعب بقيمة الشركات الإجمالية وأسهمها في الأسواق موجود أيضا حتى في الدول الصناعية المتقدمة التي تكون شركاتها معرضة دائما الى التفتيش من قبل إجهزة الدولة الإقتصادية وخير دليل على ذلك هو إنهيار شركة إنرون الأمريكية وإفلاس صاحبي الأسهم فيها. الأشخاص الرابحين في كل هذه العمليات هم المدراء العامين والمتنفذين في هذه الشركات والخاسر الوحيد هو المواطن العادي صاحب الأسهم. لا أحد يعرف كم خسر أصحاب راس المال العربي المساهمين في تلك الشركة الأمريكية عندما اعلن عن إنهيارها!!! هذا سر وسبقى سر خافي بالنسبة للكثير. المواطن العادي في دول وإمارات الخليج العربي - التي لا تمتلك صناعات ثقيلة وخفيفة متطورة وشركاتها لا تحكمها القوانين والنظم الإقتصادية الموجودة في الدول الصناعية المتقدمة والتي أيضا غير معرضة الى نفس المقاييس التفتيشية الصارمة - ايضا معرض للغش والإبتزاز المالي والخسارة والإفلاس والتحطم النفسي والإجتماعي إضافة الى إبعاده عن التفكير في مستقبل الأمة والمساهة في رسم مستقبلها بصورة إيجابية. لقد حدثت قبل أكثر من إسبوع أزمة ثقة في أسواق الأسهم الخليجية أدت الى خسائر مالية كبيرة للمستثمرين في اسواق أسهم دبي وقطر وابوظبي والبحرين والسعودية. الخاسر الأول والأخير نتيجة لتلك المؤامرة المالية هو المواطن العادي صاحب الأسهم في دول وإمارات الخليج العربي.  

كما ذكرنا في مقالات سابقة أن الثروة النفطية ورأس المال لدول وإمارات الخليج العربي مرتبطة بعقود مجحفة مع الغرب واليابان والشركات الأمريكية الصهيونية وأن قسطا كبيرا من السيولة النقدية العربية – أكثر من أربعة ترليون دولار- تستثمر في الغرب لشراء العقارات، تستغل في المضاربات المالية وشراء الأسهم في الشركات الغربية، تستعمل لإسناد القواعد الصناعية العسكرية والمدنية في الغرب، وكذلك لخلق فرص عمل للمواطن الغربي والياباني و .....الخ. المواطن العربي العادي في دول وإمارات الخليج العربي لا يستفيد من تلك الإستثمارات أبدا، لكن المستفيد الوحيد بعد الشركات الغربية هو الرجل المستثمر الذي ينتمي بطبيعة الحال الى العائلة المالكة أو قريب منها. إضافة الى ذلك قد يتعرض هذا الرجل المستثمر للإبتزاز المالي في الغرب لأسباب سياسية أو أخلاقية أوعسكرية تهم المنطقة وبهذا قد يخسر كل إستثماراته إذا لم يخنع لشروط وإملاءات الدول الغربية المسيرة من قبل الحركة الصهيونية والماسونية العالمية. من هؤلاء المستثمرين في الغرب على سبيل المثال الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان. لقد إشترى هذا الشيخ حديثا بناية لسوق عرض كبيرة – إسمها ستورة جالاريان - في مدينة ستوكهولم عاصمة السويد عن طريق مايسمى "شركة أبو ظبي إنفيستمينت (شركة أبو ظبي للإستثمارات)" التي هو رئيس إدارتها. يشمل ضمن صفقة الشراء ستورة باديت (مسبح ستورة)، مطعم ستورة هوف ونادي ليلي إسمه ستورة كومبانييت الذي يتردد عليه بنات ملك السويد. قيمة سعر الشراء أربعة مليار كرونات سويدية أي ما يعادل أكثر من 500 مليون دولار وهذا المبلغ كان أكثر بكثير مما توقعته الشركة – ديليجينتيا- البائعة للبناية. شركة هذا الشيخ – أبوظبي إنفيستمينت- تمتلك أيضا اسهم بمقدار ثمانية مليارات كرونات سويدية في شركات سويدية مثل شركة أريكسون للتلفونات، شركة نورديا، وشركة تيلياسونيرا للإتصالات التلفونية.  هذا يعني أن الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان قد إستثمر لوحده أكثر من مليار ونصف المليار دولار في السويد فقط. السؤال الذي يطرح نفسه أنيا هو ما هو مقدار المبلغ المالي النقدي الذي إستثمره هذا الشيخ  –إن هو إستثمر - في بلاده (أبو ظبي) أو في أي بلد عربي أخر كي يساهم في تطوير الإنسان العربي؟!!! هل يستطيع هذا الشيخ أن يسخر إستثماراته في الغرب لخدمة قضايا الأمة العربية ويجابه الضغوط الغربية والصهيونية، وكيف؟!!! جوابنا الصريح على السؤال الأخير طبعا لا.

نسأل في هذا السياق أيضا، في حالة عدم إستثمار الأموال داخليا وعدم إعداد أجيال مثقفة وكوادر صناعية محلية متعلمة مستعدة لتحمل مسؤولياتها، وبناء بنى تحتية لصناعات متطورة ومراكز ابحاث لأستمرارية التقدم والتطور الإنساني والإجتماعي من سيبني ويديم ترميم الأبنية العالية والشوارع الفارهة النظيفة بعد أن تنضح وتجف أبار النفط والغاز؟!!! ومن أين سيأتي المال لهذا العمل الكبير لديمومة حيوية ما بني سابقا؟!!!

هل ستنفجر فقاعات دول وإمارات الخليج العربي ومتى؟!!!
إن لم تتخذ الإجراءات الصحيحة الصارمة لتعديل مجرى الوضع القومي المخجل قبل فوات الأوان نقول نعم ستنفجر فقاعات دول وإمارات الخليج العربي وسيصبح الإنسان العربي في هذه الأرض العربية إنسان غريب في ارضه أو سيهجرها ويرجع الى الصحراء يرعى إبله أن لم ينقرض قبل ذلك. الوقت الذي ستنفجر فيه هذه الفقاعات - المحمية من قبل القوات الأمريكية – سيبدأ عندما تنضح وتجف أبار النفط والغاز أو قبل ذلك عندما يكون تعداد الإنسان العربي في ارضه أقل من 10% من تعداد السكان العام في هذه المحميات الإستهلاكية لأن ساكنيها الجدد وأحفادهم – الهنود والباكستانيين والفلبينيين والإيرانيين والكوريين والصينيين والموجات الأوربية والأمريكية الجديدة المهاجرة الى هناك - سيطالبون بحقوق المواطنة، أو عندما يتم الإعلان من قبل القوة أو القوى العظمى بأن منطقة الخليج العربي تعتبر منطقة عالمية كوزموبوليتانية وسوق حرة إستهلاكية لبضائع الغرب ومنطقة سياحية لدفئ مناخها وبهذا ستنطمر الحضارة العربية ودين الإسلام الحنيف. بهذا سيكون حكام هذه الإمارات أناس مهاجرين منتخبين ديموقراطيا لحكمها، والعرب الأصليين يتراجعون الى الصحراء مع أمرائهم الشواذ الذين باعوا الأرض والقيم الأخلاقية العربية والإسلامية. السيناريو الأخر هو سيطرة إيران على منطقة الخليج العربي من خلال تغلغل وإنتشار فكر المد الصفوي بحجة تصدير الثورة الإسلامية ومظلومية الشيعة أو إنقاذ الدين الإسلامي والمسلمين من التغلغل الصليبي الكافر في أرض المسلمين ونشر ثقافة الجنس والموبقات المحرمة.

سمعنا في بداية الشهر الماضي خبرا مفاده يقول أن المملكة العربية السعودية - التي تأمرت على العراق وفلسطين ولبنان - تنوي بناء جدار فاصل على الحدود العراقية السعودية كلفته عشرة مليارات دولار. الشركة المقدمة للعطاء لبناء هذا الجدار هي الشركة الأمريكية رايثيون المشهورة بصناعة الأسلحة المتطورة التي لها علاقة حميمة مع المحافظين الجدد او الصهاينة الجدد ومن جملتهم الصهيوني ريتشارد أرميتاج وكيل وزارة الخارجية الأمريكية سابقا عندما كان مجرم الحرب كولن باول رئيسها، والصهيوني شون أوكيف وزير البحرية السابق في عهد الرئيس الأمريكي الأسبق رونالد ريغان. غاية هذا الإجراء أو التفكير السعودي الشاذ هو فصل دول وأمارات الخليج العربي بصورة إصطناعية عن باقي الدول العربية وخصوصا العراق. هذا التفكير العقيم لا يؤدي فقط الى بث روح الفرقة والكراهية بين الدول العربية وشعبها بل الى ضعف منطقة الخليج العربي وعرضتها مستقبلا الى الإبتزاز والإحتلالات والهجرة الأجنبية إليها لحماية العروش المستهلكة الخاوية.

إذن ما العمل وما هي الحلول الناجعة لهذا الوضع المزري لأمة العرب المتفككة؟!!!
الحل الوحيد لهذه المهزلة الميلودراماتيكية القومية العربية هي أولا، مساندة المقاومة العراقية المسلحة الباسلة التي تجاهد في سبيل تحرير العراق وشعبه من الإحتلال الصهيوامريكي الفارسي الغاشم، وبناء عراق قوي ومتطور عسكريا وصناعيا ومتراص إجتماعيا داخليا وعربيا يستطيع حماية الجبهة الشرقية للوطن العربي ودول الخليج من تهديدات المد الفارسي المجوسي. ثانيا، العمل على تحرير وإرجاع كافة الأراضي العربية المغتصبة. ثالثا، الإنعتاق من التبعية للدول الإجنبية وتحرير الإنسان العربي وإحترام إنسانيته وضمان حريته ضمن القوانين المرعية. رابعا، تعليم وتثقيف الإنسان العربي على إحترام عروبيته وإنتمائه القومي والكف عن طبيعة الكذب والتلفيق والخداع والمماطله وتحليل السرقة والتأمر وخيانه وطنه وابناء جلدته من أجل حفنة من الدولارات المسخة وإفهامه بمعنى إحترام القوانين والإلتزام بها وقبول العقاب إن خالفها. خامسا، تحرير رأس المال العربي وإستخدامه لتطوير الإنسان العربي والبنى التحتية في الوطن العربي الكبير.سادسا، تشجيع الهجرة العربية ضمن الوطن العربي من المناطق المزدحمة في السكان الى المناطق القليلة السكان مثل منطقة الخليج العربي وتثقيف هذه العناصر المهاجرة بمعاني الإنتماء القومي والدفاع عن حقوق الأمة العربية والولاء لها والإلتزام بأخلاقها العالية.سابعا، إعداد الكوادر المثقفة والمتعلمة في جميع المجالات الحضارية وذلك للتعويض عن وسد النقص الحاد الذي خلفته سنين التخلف في وطننا العربي. ثامنا، التعاون مع البلدان الصديقة المتطورة والإستعانة بها للمساهمة في تطوير الوطن العربي الكبير من أجل التكامل وإتمام هدف الإندماج والتوحيد. تاسعا، بناء جيش عربي واحد مسلح بأحدث الأسلحة المتطورة للدفاع عن كل اراضي الوطن العربي والمساهمة في نشر السلم والأخاء بين شعوب دول العالم. عاشرا، حل الجامعة العربية وتسريح موظفيها وإبدالها ببرلمان عربي متكامل وبحكومة إتحادية منتخبة تمثل طموحات الشعب العربي من المحيط الى الخليج.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

جوان-2012

Review www.molta9a-arab.blogspot.com on alexa.com

 
Design by Free WordPress Themes | Bloggerized by Lasantha - Premium Blogger Themes | Hostgator Discount Code تعريب : ق,ب,م